كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

143 ...
وورد عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه والصحابة الأبرار أنهم كانوا يتوضئون أو يصلون أمام بعضهم ثم يقولون هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي. وهذه طريقة علمية قوية تدل على إخلاص الشيخ وتوسعه.
مناظرة في فضل المدينة على مكة
ذكر الأستاذ محمد سعيد دفتردار (1) رحمه الله أن عالماً من علماء لبنان نزل بضيافته وطلب منه أنه يريد زيارة الشيخ عبد القادر الشلبي وعندما اجتمع العالمان دار بينهما النقاش في مسائل علمية متنوعة وتطرق النقاش إلى ذكر التفاضل بين مكة والمدينة والشيخ عبد القادر الشلبي كان يرى أفضلية المدينة على مكة خلاف ما كان يراه ضيفه العالم اللبناني واحتدم بينهما النقاش وإيراد الأدلة وطال المجلس ساعات وكلاهما يدلي بما عنده من حجج ولما طال المجلس خرج الأستاذ الدفتردار وتركهما على غير اتفاق وعندما اجتمع الدفتردار بالعالم اللبناني في بيته سأله عن نتيجة ذلك النقاش فقال لقد اتفقنا على المساواة بينهما في الفضل وقال أن الشيخ الشلبي قوي الحجة واسع الاطلاع له دراية بأساليب المناظرة.
أعمال الشيخ الشلبي
* تقلب الشيخ عبد القادر الشلبي في عدة وظائف فعندما اشتهر بعلمه وبالأخص في الفقه الحنفي فقد قل نظيره في ذلك العصر فأسندت إليه رئاسة السادة الأحناف بالمدينة المنورة.
* وفي زمن حكومة الدولة العثمانية أيضاً أسندت إليه رئاسة هيئة التنقيب عن الآثار كجبل أحد ومقبرة سيد الشهداء والجندية وغيرها من الأماكن الأثرية بالمدينة المنورة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد صحابته الكرام رضوان الله عليهم وآثار الدول التي تداولت على المدينة المنورة.
* ولما قامت الحرب العالمية الأولى هاجر أهل المدينة إلى الشام وتركيا كان الشيخ الشلبي من الذين صبروا على اللأواء فلم يهاجر معهم وذلك لأن فخري ...
__________
(1) نقلاً عن الدفتردار في ترجمته بجريدة المدينة عن الشيخ الشلبي.

الصفحة 143