كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

186 ...
5 - العلامة المتبحر في الفنون أحمد خال بن آدة.
وقد أخذ عن هؤلاء العلماء الكثير من العلوم في مقدمتها النحو، والصرف، والأصول، والبلاغة وبعض كتب التفسير والحديث، أما المنطق وآداب البحث والمناظرة فقد حصل عليها عن طريق الإطلاع في الكتب والمراجع، وتعتبر طرق التعليم في تلك الحقبة صعبة لأهل البوادي فالطلاب يبحثون عن المشايخ في كل مكان فإذا علموا بمكانه توافدوا عليه.
ومن الأشياء الجميلة أنه لا يحق للطالب أن يجمع بين فنين في آن واحد بل يكمل الأول ثم يبدأ الثاني ولعل ما أتيح للشيخ الشنقيطي لم يتح لغيره من أبناء ذلك العصر فبعد تلقه العلم الوافر في بيت أخواله أخذ الشيخ الشنقيطي الإجازة من العلماء في بث العلم والعمل على إعداد الأجيال القادمة فأذنوا له مشايخه وهم واثقون كل الثقة بما سيكون للشيخ من صولات وجولات في مجالي العلم والتعليم.
دروسه في بلاده:
بدأ الشيخ محمد الأمين الشنقيطي بالتدريس في بلاده فشاع ذكره بين الطلاب فكثر قاصدوه من التلاميذ الجكنيين، وكان لما يتمتع به من أسلوب جميل في التدريس.
وتلك الفترة كانت الظروف تحتم عليه أن يدرس لقلة العلماء في بعض المناطق، فكان أهل هذه المناطق يأتون إليه ليتتلمذوا عليه ويستفتوه فقد كان مرجعاً للفتاوى في بلاده.
أحكام قضائية عجيبة:
عرف الشيخ الشنقيطي وتفقهه في كثير من الأمور الدينية والقضائية فرغب المشايخ بتعيينه قاضياً في بلده فسار على سيرة حسنة طوال أيامه في القضاء فهو من القضاة الذين يتحلون بالحكمة والنزاهة فكان إذا أتى إليه الطرفان استكتبهما رغبتهما في التقاضي إليه وقبولهما ما يقضي به من يستكتب المدعي ...

الصفحة 186