كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

187 ...
دعواه ويكتب جواب المدعى عليه أسفل كتابة الدعوى ويكتب الحكم مع الدعوى والإجابة ويقول لهما: اذهبا بهما إلى من شئتما من المشايخ أو الحكام فيذهبان إلى المشايخ فلا يأتي أحدهما قضية قضاها إلا صدقوا عليها وأما الحكام فلا تصلهم قضية حكم فيها إلا نفذوا حكمه حالاً. ومن أحكامه أنه كان يقضي في كل شيء إلا في الدماء والحدود فكان لهما قضاة خاصون، وكان الحاكم الفرنسي في البلاد يقضي بالقصاص في القتل بعد محاكمة ومرافعة واسعة النطاق وبعد تمحيص القضية وإنهاء المرافعة وبعد صدور الحكم يعرض الحكم على عالمين من علماء البلاد ليصادقا على الحكم ويسمى هذان العالمان لجنة الدماء فلا ينفذ حكم إلا إذا صادقا عليه وكان الشيخ الشنقيطي أحد أعضاء هذه اللجنة. فقد كان في بلاده عالي القدر. عظيم الشأن وكان أيضاً موضع ثقة أهلها وحكامها ومحكومها.
هجرته " رحلة حجه إلى بيت الله الحرام "
كانت في نية الشيخ الشنقيطي الخروج لأداء فريضة الحج والعودة إلى بلاده وقد ألف كتاباً يتحدث عن الأماكن التي نزل بها وأسماه " رحلة الحج إلى بيت الله الحرام " ذكر رحمه الله بعد خطبة الكتاب الآية الكريمة " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً " وكانت مقدمته: " أما بعد فليكن في علم ناظره أنا أردناه تقييد خبر رحلتنا هذه إلى بيت الله الحرام، ثم إلى مدينة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، ليستفاد بما تضمنته من المذاكرة والأحكام وأخبار البلاد والرجال وما تجول فيه الأدباء من المجال، والغرض الأكيد من ذلك تقييد ما أجبنا به كل سؤال علمي سئلنا في جميع رحلتنا. وكان يوم خروج الشيخ الشنقيطي لسبع مضين من جمادى الآخرة منه سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف يصحبه التلاميذ فأول ما نزل في قرية تسمى " كيفه " وهناك التقى بأقاربه من الجكنيين وسألوه عن مسألتين فأجابهما. ...

الصفحة 187