188 ..
ثم ارتحل هو ومن معه من قرية "كيفه" في العشاء وقد ودعهم أهلها بكل حزن وذهب معهم يوصلهم الرئيس محمد بن عثمان متوجهين إلى قرية " تامشكط " فمروا في طريقهم بوادي " أم الخز " ونزلوا عند حي من قبيلة الإقلال اسمه " حلة أهل الطالب جده " فأحسنوا إلى الشيخ وأكرموه وأعلوا نزله وتقابل مع مفتي الحي الشيخ محمد خال بن أحمد نوح وتناقشا في بعض الأسئلة ثم غادره متوجهاً إلى " تامشكط " فوصل إليها عند صلاة المغرب فنزلوا على الشيخ أحمد بن العربي رئيس أهل جدة بن خليفة من قبيلة الإقلال ثم تقابل مع قاضي تامشكط الشيخ المحفوظ بن الغوث والقاضي محمد الأمين بن الشيخ أحمد فدار الحديث بينهم حول مسألتين فحلها.
ثم توجهوا من قرية تامشكط قبيل غروب الشمس وقد ودعهم كثير من الأعيان والأفاضل في تلك القرية.
فساروا وهم على الجمال متوجهين إلى قرية " العيون " والتي بها عيون الماء المتعددة في سفوح الجبال فساروا في الطريف ليال ونزلوا على قاضيها فأكرمهم وأحسن نزلهم وسألهم في مسألة فأجاب الشيخ الشنقيطي رحمه الله.
وفي شهر رجب من نفس العام ارتحل من قرية العيون متوجهاً إلى قرية " تنبذقة " وقد أخذ بتوصية من أهل العيون بالنزول عند القاضي هناك وعندما حط في قرية " تنبدقة " نزلوا في معية القاضي فاستقبلهم خير استقبال وبها دارت بينه وبين شيوخها مذاكرات كثيرة فأجابهم خير الإجابات.
وفي آخر شهر رجب وفي العشاء ارتحل من القرية المذكورة هو ومن معه وقد ودعهم كثير من أهل تلك القرية والشيوخ متوجهاً إلى قرية " النعمة " وعندما وصل إلى القرية المذكورة نزل عند تاجر من بني عمه ويدعى سالم ابن الطيب فاجتمع تجار القرية واجتمع أهل القرية وكلهم من الجكنيين وجمعوا له هدايا سنية ومكث الشيخ ومن معه في تلك القرية إحدى عشرة ليلة واجتمعوا بكثير من الفضلاء ومن ضمن من التقوا بهم أديب اسمه محمد المختار بن محمد فال بن بابه العلوي فسأل الشيخ عن أيام العرب وأشعارهم ومدح الأدباء ونوادرهم وهناك أصلح الشيخ كثير من المفاهيم الخاطئة فجزاه الله خيراً وفي العاشر من شعبان ارتحل الشيخ الشنقيطي ومن معه من القرية المسماة " النعمة " متوجهين إلى المحل المسمى "بمكو" وقد باعوا جمالهم وركبوا سيارة وقبل ...