189 ...
وصولهم إلى بلد " بمكو " باتوا في قرية تسمى " النوارة " وكانوا لا يعرفون أحداً هناك غير الشاعر إبراهيم بن بابه ابن الشيخ وتوجهوا من " النوارة " بعد صلاة العصر فحبسهم المطر في قرية صغيرة وفي الليلة الثالثة من آخر الليل وصلوا بالسيارة إلى البلدة المسماة " بمكو " فنزل الشيخ الشنقيطي ومن معه عند تاجر عالي الأخلاق اسمه أحمد بن الطالب الأمين وهو من أصدقاء الشيخ وتلاميذه فأكرمهم وأهدى لهم ثياباً ودفع لهم أجرة السيارة إلى بلد " مبتى " وركب معهم التاجر المذكور وتوجهوا إلى " مبتى " ولكنهم عندما حان آخر الليل باتوا في قرية اسمها " سيكثو " وباتوا الليلة الثانية في قرية اسمها " صن " ومروا في طريقهم بقرى صغيرة أهلها ضعفاء يزرعون الذرة واللوز فلم ينزلوا فيها وعند الظهر وصلوا بالسيارة إلى قرية " مبتى " فنزلوا عند أحد التجار وباتوا عندهم ليلتين ثم حملوهم بالبريد الفرنسي المتوجه إلى قرية " فاوه " فمروا أولاً على قرية اسمها " رويته " وأخرى اسمها " همبرى " وبينها وبين " فاوه " نهر وعندما دخلوا " فاوه " وكانت في وقت الضحى نزلوا عند تاجر من الجكنيين من أقرباء الشيخ فمكثوا في تلك القرية أسبوعاً وأكرمهم أهلها وتوافد كثير من أهل " فاوه " على الشيخ الشنقيطي يستفتونه في بعض الأمور فيجيبهم فتوجهوا من قرية " فاوة " إلى بلد اسمه " أنيامي " وهي عاصمة النيجر فذهبوا في البريد الفرنسي فجاءهم المطر في الليلة الأولى فحبسوا ووصلوا إلى " أنيامي " في الضحى بعد الليلة الثانية فنزل الشيخ ومن معه عند تاجر اسمه الحاج الكيدي توره الذي أكرمهم وأحسن نزلهم فكان فرحاً بقدومهم واستضافهم طيلة شهر رمضان وقد استهل وهم عنده ووعدهم بأن ينقلهم بالطائرة إلى جدة ولكنهم أصروا على البر في الوقت الحاضر فودعهم وحملهم في البريد الفرنسي إلى قرية " مرادي " فمر الشيخ في طريقة بقريتين الأولى هي " مداوا " والثانية لم يعرف اسمها وفي العاشر من رمضان وقبل صلاة المغرب وصل إلى " مرادي " فنزل الشيخ ومن معه في بيت أحد الرجال وأكرمهم وسافر الشيخ ومن معه من القرية المذكورة إلى بلد اسمها " كنوا " فمر بطريقه على مركز فرنسي للحدود بين النيجر الفرنسي والنيجر الإنكليزي وبات ومن معه في بلد اسمه " كتنة " وفي اليوم الثاني غادر الشيخ ومن معه " كتنة " متوجهين إلى " كنو " فنزلوا عند رجلٍ من الأخيار يتحلى بالأدب اسمه حمد الأمين الشريف ...