كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

199 ...
قرأ العلوم العربية والدينية والعقلية على بعض العلماء فقام بحفظ المتون ثم قرأ على الشيخ الفاضل حفيظ الله البندوي وبعد ذلك على الشيخ عين القضاة بن محمد وزير الحيدر أبادي ثم قرأ الكتب الستة والفقه الحنفي وغيرها من العلوم على الشيخ فضل الله بن نعمة الله والشيخ محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي وقرأ بعض كتب البطولات على الشيخ عبد الرزاق اللكنوي وقرأ عليه الموطأ والصحاح الستة ومشكاة المصابيح وتعلم منه طريقة الفتوى وقد تأثر الشيخ اللكنوي بالشيخ عبد الرزاق كثيراً فسلك طريقه وتعلم منه الكثير، واعتنى رحمه الله باستجازة مشايخه إجازة معينة فيما قرأ عليهم وإجازة عامة ثم أجازوه بالتدريس فدرس وانتفع به العباد في المعقول والمنقول ببلدته واستمر يدرس سنوات عديدة.
هجرته الأولى إلى الحجاز
وفي عام 1308هـ رحل إلى الحجاز قاصداً الحج والزيارة وفي الحجاز التقى ببعض علماء الحرمين الأفذاذ وأجازوه عامة ومنهم الشيخ المفتي عباس بن صديق المكي، والعلامة الشيخ عبد الله بن حسن المكي، والعلامة أحمد أبو الخير ميرداد الحنفي، والشيخ محمد علي بن ظاهر الوتري، والشيخ محمد الحريري، وقرأ الشاطبية على الشيخ عبد الله المكي وجود القرآن بالقراءات العشر على الشيخ المقري حبيب الرحمن الكاظمي وبعد ذلك عاد إلى بلدته وبقي فترة من الزمن يدرس في مدارسها الإسلامية العظيمة الكبرى. عرف الشيخ اللكنوي بالعلم الواسع وتربى تربية ثقافية قوية وبالأخص في الناحية الدينية.
هجرته الثانية إلى الحجاز
ذكرت سابقاً أنه عاد إلى الهند واستأنف دروسه وبعد خمسة أعوام وفي عام 1313هـ رحل الشيخ اللكنوي إلى الحجاز مرة ثانية والتقى بجملة من العلماء الأفاضل وتتلمذ على أيديهم فأجازوه إجازة عامة منهم الشهاب العلامة المؤرخ أحمد الحضراوي والفقيه أحمد الميرغني الشهير بالمحجوب وتحمل المسلسلات بأعمالها القولية والفعلية عن الشيخ صالح السناري وقرأ بعض العلوم على الشيخ محمد سعيد بابصيل رحمه الله، وعاد إلى الهند وقد أجازوه كثير من العلماء وأعلوا شأنه أكثر وكثر طلابه وكبرت حلقته وتعددت أوقاتها لتمكنه من المسائل العلمية وأسلوبه الذكي في التدريس. ...

الصفحة 199