كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

207 ...
هجرته إلى الحجاز
ولما غزا الفرنسيون بلاده سنة 1320هـ وتصدى لهم في بداية الأمر ولكنه اضطر مكرهاً لمغادرة بلاده التي نشأ وترعرع فيها وتوجه إلى الحجاز حاجاً قاصداً بيت الله الحرام وكانت الرحلات في تلك الحقبة من الزمن صعبة إما مشياً على الأقدام أو ركوباً على الدواب فوصل إلى مكة المكرمة عام 1322هـ وأدى فريضة الحج وبها تعرف على جماعة من العلماء أكرموه وأحسنوا نزله وعرفوا مكانته من العلم وقدر الله له زيارة سيد الكونين صلى الله عليه وسلم ثم عاد إلى مكة المكرمة وتصدر للتدريس في المسجد الحرام حتى نهاية عام 1326هـ حيث عاد الشيخ إلى المدينة وجاور بها وبدأ يعرف بين أهلها ويشتهر بين طلابها.
دروسه العلمية
لم تمضي فترة طويلة حتى أصبح الشيخ ألفا هاشم أحد علماء المسجد النبوي الشريف وعقد حلقته بجانب الشيخ إبراهيم بري والشيخ حميدة الطيب والشيخ محمد العمري والشيخ عبد الفتاح أبو خضير والشيخ محمد الطيب الأنصاري.
فتصدر التدريس عام 1325هـ وكانت حلقته تعقد بعد صلاة المغرب من كل يوم خلف المكبرية من الجهة اليسرى قرب الروضة الشريفة بجانب حلقة الشيخ محمد الطيب الأنصاري والشيخ عبد الفتاح أبو خضير وكان الشيخ الفاهاشم عالماً متضلعاً متمكناً ماهراً بارعاً بحق في جميع العلوم والمعارف خاصة في الفقه وأصوله والحديث والبلاغة والنحو والتفسير وغيرها من العلوم الهامة - فهو على جانب كبير من سعة الإطلاع موسوعياً وقد وهبه الله تعالى الذكاء والنباهة والحذاقة والفطانة.
وكانت حلقته تمتلئ بكثير من الطلاب المدنيين والمهاجرين وله حلقة أخرى تعقد في بيته بعد صلاة العصر أو العشاء فيؤمها طالبوا العلم ليأخذوا منها، فكان بيته مفتوحاً لكل طالب علم في أمور دينه الحنيف.
وكم حدثت بواسطته الفائدة لكثير من طلاب العلم الإسلامي عن طريق الإجازة. ...

الصفحة 207