كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

21
المدينة المشهورة بالعلماء والمحدثين (1) كما أراد الذهاب إلى بلاد العالم الإسلامية الأخرى مثل العراق والشام وتركيا وغير ذلك. ولكن مشايخه حببوا إليه السفر إلى البلدان المجاورة له فأشاروا إليه بالسفر إلى مدينة "كاشغر" وهي مدينة قريبة من بلدة ختن فعزم على السفر إليها في ذي القعدة من سنة 1221هـ وأقام بها ما يقارب ثمانية أشهر فأول ما نزل في مدرسة "تاج حاكم بيك" إحدى المدارس الكبيرة في تركستان ودرس وقرأ على مدرسها العلامة الشيخ محمد يعقوب وعلى يد الشيخ العالم الفاضل محمد بن عبد الباقي الأرتوجي، وكان في بلدة كاشغر عالم مشهور من طرابلس الشام هو الشيخ المفتي محمد سعيد العسلي والذي نفاه الكفار الروس فيما بعد إلى خوارزم فدرس عليه الشيخ الختني بعض كتب الحديث النبوي الشريف ثم قرأ على يد الشيخ محمد بن عبد الباقي الأرتوجي "تلخيص المفتاح " مرة ثانية وذكرت آنفاً أنه بقي هناك ثمانية أشهر درس فيها واستفاد من علمائها وطالع مع زملائه من طلاب العلم العلوم.
واستكمالاً لطلب العلم ارتحل من كاشغر الى بلدة "سمرقند" عن طريق بلدي خوقند وترمذ فعندما وصل إليها نزل في مدرسة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه وكان ذلك في شعبان من سنة 1332هـ وكانت الرحلات في ذلك الوقت متعبة وشاقة ولكن تهون لدى الشيخ ابتغاء في التفقه في العلم والدين والدعوة إلى توحيد كلمة الله العليا ونصر هذا الدين العظيم فأقام عند إمام مسجد المدرسة الشيخ هادي بن فضل وكان رجلاً كريماً فأكرمه واستفاد منه في بعض المعلومات ثم رحل إلى "بخارى" وتلقى العلم على جملة من العلماء منهم عمدة الفتوى الشيخ محمد أكرم وقرأ الجزرية على الشيخ القارئ المجود برهان الدين ثم قرأ الشاطبية وأتمهما في علم القراءات.
وفي عام 1339هـ رحل إلى أنديجان وقرأ بها القرآن الكريم مرة أخرى لشيخه المقرئ الحافظ محمد روزى المذكور آنفاً وقرأ عليه الشاطبية مع شرحها وأجازه له في القراءات إجازة عامة، ثم رحل إلى نمنكان وقرأ بها بعض كتب الحديث وعلومه على الشيخ محمد ثابت، ولما انتهى من التحصيل العلمي
__________
(1) انظر ما كتبناه عن هذه البلدة في حلقة الشيخ محمد عبد الباقي اللكنوي

الصفحة 21