كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)
213 ...
ذكرى مع العالم الجليل الفاهاشم رحمة الله عليه
في عام 1347هـ هاجرت من تركيا إلى المدينة المنورة وكان عمري إحدى وثلاثين أصبت بمرض عجيب هو أن حصل في بطني دود الشريطي وكان تسقط مني أوصال صغار جداً وطبعاً أنا حنفي المذهب بتنقض الوضوء ولم أستطع دخول الحرم الشريف ماذا أعمل فسألت العلماء قالوا لا يمكن يعتبر صاحب عذر لأن وقت خروج أوصال الدود غير معلومة أحياناً يوماً كاملاً لا يوجد وأحياناً في اليوم مرات عديدة فذهبت إلى العالم الجليل الفاهاشم رحمة الله عليه فقال لي أدخل الحرم وصلي مع الإمام لأن الإمام مالك يقول إنما ينتقض الوضوء بما خرج من السبيلين عادة وهذه الحالة ليست بعادة، فبدأت أصلي ثم استعملت أدوية فزال مني هذا المرض الحمد لله. ثم عزمت الشيخ الفاضل الفاهاشم إلى داري لإكرامه والشكر له لهذه الفتوى ولما دخل بيتنا وخلع عبائته رأيت على ظهر العباءة نقشاً على شكل الصليب وأخبرته وقال هذه جاءت هدية لي من إفريقيا وأراد أن يشق العباءة فأخذتها منه وأعطيتها لوالدتي وهي فكت الشكل الصليبي وعملت محله نقشاً جميلاً وفرح الشيخ ودعا لنا. وبعد ذلك بدأت أواظب مجلسه كل يوم لأستفيد من علمه ثم مرض الشيخ وكنا نزوره إلى أن توفي رحمة الله عليه.
الأستاذ المربي
عمر عادل التركي
مؤسس مدرسة النجاح ...
الصفحة 213
232