كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

217 ...
وتخرج فيه ثم عاد إلى المدينة المنورة وأضاف اسمه إلى قائمة علماء المسجد النبوي وتصدر للتدريس في الروضة الشريفة وعين خطيباً على المنبر النبوي في وظيفة والده. ثم عينه الوزير رجب باشا قاضياً للجنود "الينكاشارية" مدة من الزمن ثم انتدبه للوعظ والحث على الجهاد مع الحملة العثمانية في حدود النمسا. وفي عام 1259هـ ذهب إلى حدود "ترستا" وأصيب بشظية قنبلة تعطلت منها يده ورجله فعاد إلى المدينة المنورة مقعداً ومكث ما يقارب أربع سنوات فيها حيث وافاه الأجل المحتوم عام 1263هـ رحمه الله تعالى.
تعليم الشيخ يحيى دفتردار
سبق أن قلنا إنه قد توفي والد الشيخ يحيى وهو رضيع فكفلته أمه فعندما بلغ سن التعليم حفظ القرآن الكريم وجوده على يد أحد العلماء. ثم طاف بحلقات المسجد النبوي الشريف يطلب العلم على يد علمائه وقد نال حظاً وافراً من علوم عصره في الدين واللغة العربية والخط وبعض العلوم الرياضية وقد كان الرجل يحب العلم مجتهداً في طلبه.
وفي عام 1281هـ حضر إلى المدينة المنورة أخوه الأكبر عمر بك دفتردار وقدر الله للشيخ يحيى أن يحج مع أخيه وبعد ذلك يصحبه إلى الأستانة ليتم دراسته هناك. ولكن الشيخ يحيى كان متوقعاً عدم موافقة والدته على سفره لأنها لم تتركه يوماً واحداً في حياتها فدبر الشيخ يحيى طريقة لهذه الرحلة وهي أن يخرج مع أخيه مودعاً ومن ثم يواصلان السفر إلى الشام فتركيا وقد ترك لأمه جوابا عند أحد الأصدقاء ليسلمه لها بعد يومين من سفره ويخبرها أنه سيعود بعد عام.
وبالفعل سافر ووصل إلى الأستانة وهناك التحق الشيخ يحيى بالمدارس الحديثة ومكث في رعاية الوزير أحمد راغب باشا فجد واجتهد وتعلم فنون شتى فقد تعلم اللغة التركية والفارسية وألم بشيء من اللغة الفرنسية ...

الصفحة 217