كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)
218 ...
ودرس علمي التاريخ والجغرافيا والعلوم الرياضية ونال الشهادات العالية.
عودته إلى المدينة
وبعد أن أخذ من العلم ما أخذ عاد إلى المدينة المنورة وتصدر للتدريس في المسجد النبوي وأخذ مكانه في الروضة الشريفة المباركة ليعيد مجد آبائه وأجداده فعقد للعلم سوقاً فريداً العلم بضاعته والطلاب مكسبه ودرس وأفاد وانتفع به العباد وما لبث فترة من الزمن إلا وشاع صيته في البلاد وعرفوه المسؤولون في الدولة فعين بأمر عثماني محتسب للمدينة ورئيس أدلاء المسجد النبوي الشريف في آن واحد وقام بالعمل خير مقام. وفي عهد الدولة العثمانية العظمى عين الشيخ في مناصب عديدة ومن أهمها أنه نال رتبة "قاضي إزمير" وهي من أكبر رتب ومناصب الدولة الدينية في العهد المذكور.
شيخ الأئمة والخطباء بالمسجد النبوي
وفي عهد الدولة العثمانية تولى الشيخ يحيى مشيخة الأئمة والخطباء في المسجد النبوي الشريف واستمر على هذه الوظيفة حتى وفاته فكان الخطيب المفوه الفصيح الذي إذا خطب على المنبر النبوي الشريف حرك أوتار القلوب من خشية الله وجعل الدموع تفيض غزارة من عيون المؤمنين يستشهد بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة والشواهد المنتقاة من عيون الأدب وملح التاريخ وطرائف الأمثال والحكم يحاضر ويخطب ارتجالاً بصوت جهوري مجلجل واضح النبرات سلس العبارات صحيح مخارج الحروف كل ذلك يفهمه العامي ولا ينكره المتعلم. ولقد شهدت له المدينة مواقف اشترك فيها كبار العظماء والخطباء والوافدون للمدينة المنورة في كثير من المناسبات والمؤتمرات. وله خطب دخلت التاريخ تمثل المراحل المختلفة في جيله الذي عاشه. وهو رحمه الله خطيب في المسجد النبوي وخطيب في شتى المواقف ...
الصفحة 218
232