كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)
219 ...
خطيب في ناديه، أعني مجلسه الذي كان يعقده في داره والذي يتألف من صفوة المدينة وخيرة رجالاتها. وعند قيام الحرب العالمية الأولى خرج الشيخ مع من خرج إلى الشام وهناك ألقى خطبة قيمة في أحد مساجد الصالحية يعظ أهل المدينة المهاجرين معه ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى حتى يعودوا إليه فيرد الله غربتهم ويفرج كربتهم.
وكان في تركيا يخطب ويحاضر في المساجد باللغة العربية ثم يثني بتفسير الآيات وشرح الأحاديث الشريفة باللغة التركية. هكذا وصفه المؤرخون في خطبه. (1) وفي اليوم الثالث من شعبان عام 1326هـ افتتح المغفور له السلطان عبد الحميد العثماني سكة حديد الحجاز وحضر كبار وزراء الدولة وعظمائها وقد ألقى الشيخ يحيى دفتردار كبير الخطباء خطبة الافتتاح، بأمر من السلطان. وفي آخر الخطبة رفع الشيخ يديه ودعا للسلطان والذين ساعدوه بجزيل المثوبة من المولى الكريم.
الدفتردار وسجن الطائف (1)
عين الأتراك العثمانيون حوالي عام 1324هـ علي باشا مرمحين "محافظاً" حاكماً على المدينة وكان الرجل شديد الغطرسة والاستبداد. فأنف أهل المدينة منه وضايقهم استبداده وغطرسته وقد فرض على أهل المدينة ضرائب فقاموا عليه في المناخة وقد تزعم هذه الحركة السيد أنور عشقي وكان محتسباً للمدينة وأطلقوا على مرمحين الرصاص فهرب منهم إلى عشة المحتسب واختبأ هناك ثم انسحب إلى بيته بالحرس وفي اليوم الثاني غادر المدينة وأرسلت بعد الحكومة حسن حسني باشا. ...
__________
(1) انظر كتاب ذكريات طيبة للأستاذ هاشم دفتردار، ص 197.
(2) نقلاً عن مقالة الشيخ محمد سعيد دفتردار في ترجمة السيد أنور عشقي في جريدة المدينة المنورة.
الصفحة 219
232