كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

222 ...
الدفتردار شاعر الأحداث
وكان رحمه الله يقول الشعر ولكن شعره لا يعد من النوع الجيد إلا ما قاله في السياسة أو عبر ذلك ولعله يرتجل الشعر ارتجالاً فقد عثرت على مقطوعة قصيرة من شعره مدح بها الخديوي عباس حينما زار المدينة عن طريق خط حديد الحجاز وكان هو عضو استقباله في محطة تبوك أو مدائن صالح فاستقبله بخطبة وقصيدة مطلعها:
تناديك عن شوق منائر طابة ويدعوك ذاك المنبر المأثور
نحي بمرآك المنور غرة يطالعنا منها منى وسرور
يراح علينا فضل سيبك بالفتى فنمتنع النعماه وهي بحور
* ديوان خطبة الخطى
وفي أثناء خروجه من المدينة المنورة وقت الحرب العالمية الأولى احترقت داره التي تقع في العنبرية عند غيابه أثناء الحرب وحرقت مكتبته القيمة وديوان الخطب وحين رجوعه لم يأسف لحرق منزله بقدر ما أسف على فقد ديوان خطبه الخطي ومكتبته القيمة.
وفاته
وفي آخر حياته مرض فجيء إليه بالطبيب وأخذ يسأله عن أعراض مرضه فقابله بهذه القطعة الشعرية التي تدل على أنه شعر بدنو أجله حيث يقول:
هل للمنية طلب أيها الآسي الموت حب بأوصالي فعطلها
لم يبق إلا لساني ضمن إحساسي الناس مذ خلقوا والموت غايتهم

الصفحة 222