30
الشيخ أحمد بساطي
هو أحمد بن مصطفى بن محمد بن عمر بساطي الحنفي المدني ولد الشيخ أحمد في المدينة المنورة في دار والده الشيخ مصطفى بباب السلام بالقرب من المسجد النبوي الشريف سنة ألف وثلاثمائة من الهجرة النبوية المباركة.
وقد نشأ الشيخ البساطي وترعرع في أسرة اشتهرت بالعلم والفضل فقد ورث العلم أباً عن جد.
وكان رحمه الله قمحي اللون، طويل القامة، واسع العينين، أقنى الأنف، كث اللحية، عريض الجبهة والمنكبين، يتوكأ على عكاز، يرتدي الجبة المدنية، والعمامة البيضاء ويلبس الثياب الواسعة وهو زي العلماء المدنيين.
أما عن صفاته وأخلاقه فقد حدثني عنها بعض من عاصروه فقد كان هادئ الحديث، رضي النفس، شديد التحفظ في حديثه، متواضع لله، عرف بالعفة والنزاهة والصدق، دمث الأخلاق، فيه سمت ووقار، دائم الوعظ والإرشاد، محبوب لكل من عرفوه، يدعو إلى الزهد والخشونة.
تعليمه
وعندما بدأت ملامح النبوغ تظهر على الشيخ أحمد أدخله والده الكُتاب كأقرانه في ذلك العصر ليحفظ القرآن الكريم فعندما أتم حفظه على يد الشيخ العلامة المقرئ إبراهيم الطرودي وحفظ بعض المتون، وبعد ذلك بدأ يعكف على حلقات المسجد النبوي الذي كان يمتلئ بفطاحلة العلماء فأخذ الشيخ يحضر الدروس حلقة تلو الأخرى لا تفوته كلمة ولا حرف ويناقش شيوخه حتى يصل إلى مراده.
فبدأ بدراسة العلوم الأدبية والشرعية على يد والده أولاً ثم أخذ يدرس الفقه الحنفي والنحو في الأجرومية والألفية وغير ذلك من كتب القواعد على يد الشيخ الفقيه ملا سفر بن محمد الكولابي المحدث المشهور المتوفى في 1335 هـ ثم يعود الشيخ أحمد ويحضر حلقة الشيخ المذكور التي قبل الظهر ويدرس عليه