كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري وفي عهد الدولة العثمانية قرر الشيخ ياسين الهجرة إلى المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - وعندما وصل إليها بدأ يعرف بين أهلها حيث ضمَ اسمه إلى علماء المسجد النبوي الشريف وكانت حلقته خلف حلقة الشيخ سعيد بن صديق الفوتي وإلى يمين حلقة الشيخ محمد الطيب الأنصاري وإلى يسار حلقة الشيخ عباس محمد رضوان وقد تولى رحمه الله مشيخة القراء بالمدينة المنورة وكان يجلس في دكة الأغوات بعد صلاة المغرب من كل يوم في المسجد النبوي الشريف هو وقراء المدينة المنورة أمثال الشيخ حسن الشاعر الذي نصب شيخاً للقراء من بعده بتوصية منه، والشيخ عبد الرحيم القارئ، وقد تتلمذ على يديه الكثير من العلماء منهم الشيخ الفاضل عبد الحي أبو خضير وقد أجازه، ولدي صورة من الإجازة وتاريخها في يوم الثلاثاء الموافق 5/ 4/1313هـ، وهي في الصفحات الآتية والشيخ عبد الرحيم القارئ والشيخ أحمد ابنه المترجم له والشيخ محمد العائش القرشي وأحد الصديق الغماري وغيرهم من أولي الفضل والعلم.
وفي نهاية العهد العثماني اضطر الشيخ الخياري وعائلته للسفر إلى سوريا مع من سافر من أهل المدينة المنورة في سفر " برلك " ومكث هناك هو وعائتله أربع سنوات ومنها توجه مع عائلته إلى مصر لإدخال ابنه الشيخ أحمد الجامع الأزهر، ومكثوا هناك قرابة خمس سنوات.
وعندما تخرج الشيخ أحمد ونال الشهادة العلمية في بث العلم غادر الشيخ ياسين ومعه ابنه العالم وعائلته مصر عائدين إلى المدينة المنورة وكان ذلك في عام 1344هـ عن طريق البحر من ميناء السويس متجهين إلى مدينة ينبع والتي تعتبر هي الميناء البحري للمدينة المنورة وعندما وصلوا إلى مدينة ينبع واصلوا سفرهم براً على الجمال حتى وصلوا إلى قرية " المسيجيد " وهناك تعب الشيخ ياسين كثيراً من عناء السفر وكبر السن حيث وافته المنية.
واستمرت العائلة في سفرها برعاية الشيخ أحمد ابنه الوحيد مصطحبة معها جثة الشيخ ياسين إلى أن وصلت " الفريش " وصادف أن كان سمو الأمير محمد بن عبد العزيز مخيماً بها بعد أن فتح المدينة المنورة وأقام وكيلاً عنه وكان وهو بالفريش يأخذ من أمراء القبائل البيعة للملك عبد العزيز طيب الله

الصفحة 42