82 ...
الخياري أول من قام بإنشاء مدرسة للقراءات
لقد كان للشيخ الخياري الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى حيث تقدم في عام 1352هـ بطلب إلى المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بوجوب إنشاء مدرسة أهلية خاصة بالتجويد والقراءات العشر وبعدها اطلع المغفور له على الطلب المقدم له أصدر أمره السامي الكريم بإنشاء المدرسة وقد التحق بهذا الكثير من أقطاب العلماء وطلاب العالم الإسلامي كما زارها وأثنى عليها عدد كبير من العلماء الأعلام في الأقطار الإسلامية خلال شهور الحج والزيارة فجزاه الله خيراً على ما فعل وجعلها الله له في ميزان حسناته يوم القيامة، والجدير بالذكر أن المدرسة المذكورة كانت تعمل بصفة سرية ويقوم بالصرف عليها الشيخ أحمد حتى صدر الأمر السامي.
الخياري أديب حجازي
لقد كان الشيخ الخياري موسوعة علمية وأدبية وتاريخية ومكتبة متحركة، ففي المسائل اللغوية والبلاغية والتاريخية كان يجيب السائل على البديهة ويحفظ كثيراً من شعر شعراء العرب القدماء أمثال المتنبي والبحتري وابن الرومي وغيرهم ويحدثك عن تراجمهم واحداً واحداً فميوله أدبية وباعة طويل في هذا الميدان، وكان الشيخ الخياري يكتب مقالات قيمة في صحف الحجاز.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه جمع أعداد جريدة المدينة من أول عدد لها حتى وفاته. وله مقالات في بعض المجلات العلمية مثل "مجلة الرائد" وأني أعده أحد مؤسسي مجلة المنهل التي أسسها الأستاذ الأديب الفاضل عبد القدوس الأنصاري إذ أن الشيخ الخياري قام بكفالة المجلة بمبلغ 500 جنيه دفعها إضافة إلى كفالته لصاحب المنهل للالتزام بالشروط الواردة والمتفق عليها، وقد نشر بالمجلة المذكورة الكثير من المقالات والبحوث العلمية القيمة.
وكان رحمه الله يلقي كثيراً من المحاضرات بصوته وقد أذيعت بالإذاعة وتميز رحمه الله بحرصه على حضور الندوات التي تعقد في بيوت الأدباء بالمدينة في ذلك الوقت، وكانت هذه الندوات تدور حول المواضيع العلمية والأدبية ...