كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

96 ...
الشيخ حميدة الطيب
هو حميدة بن الطيب بن علال الإبراهيمي المالكي المدني، ولد رحمه الله بالجزائر سنة 1288 من الهجرة النبوية المباركة ببلدة عين بسام، ونشأ الشيخ حميدة نشأة صالحة فهو من أسرة عرفت بدفاعها عن الدين الإسلامي الحنيف أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر وقد عرفت هذه العائلة الفاضلة بكثرة العلماء والمحدثين فيها وكان أفرادها ينشرون دعوتهم سراً لمقاومة الاحتلال الفرنسي الغاشم على الجزائر وقد لقوا الكثير من ألوان التعنت والاضطهاد.
كان الشيخ رحمه الله متوسط الطول، أبيض اللون، واسع العينين، عريض الجبهة، تزين وجهه لحية بيضاء، يرتدي العمة ويضع فوقها الغترة، ويلبس الجبة، يتسم بنظرة رقيقة حانية.
أما عن صفاته وما اشتهر به بين الناس فكان متواضعاً، دمث الأخلاق، من العلماء الأعلام، واسع الإطلاع، هادئ الحديث، يكره الملق والتكبر، راجح العقل، اشتهر بالعفة والنزاهة.
تعليم الشيخ حميدة
عندما بلغ شيخنا سن التعليم بدأ بحفظ القرآن الكريم حتى أتمه على روايتي ورش وحفص وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، ثم بدأ بالدراسة في معهد إسلامي مشهور بالجزائر يعرف بـ "زاوية الهامل " ويعد هذا المعهد من أكبر المعاهد حيث يصل عدد طلابه في تلك الفترة حوالي الألف طالب، وقد تعرضت هذه الزاوية عدة مرات للإغلاق ولكن المجاهدين أبوا عن ذلك.
عندما دخل شيخنا المعهد شرح الله صدره للعلم وانكب عليه فبدأ يتلقى مبادئ العلوم في بعض العقائد والنحو والصرف والفقه ودروساً في التجويد أداء وقراءة في نظم الجزرية مع حفظه لبعض المتون، ثم لازم العلامة عبد الحميد بن باديس (1) فنال عنده حظاً وافراً ومكانة عالية فأخذ يقرأ مختصر ...
__________
(1) أديب جزائري ومصلح ديني أسس جمعية من علماء المسلمين في بلده ودرس في جامع الزيتونة، كما درس في الأزهر ونال منه الشهادة العالمية، ثم داعية إسلامياً ومجاهداً ضد الاستعمار الفرنسي.

الصفحة 96