كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 1)

وسنده لا بأس به، بل لو عرف عبد اللَّه بن حفص الراوى عن أبي أمامة لكان على شرط الصحيح.

537/ 1089 - "أَصْلِحُوا دُنْيَاكُمْ، واعْمَلُوا لآخِرَتكُم كأنَّكم تَمُوتُونَ غَدًا". (فر) عن أنس.
قال الشارح: وهو ضعيف لضعف زاهر الشحامي وغيره اهـ. وكأنه يعنى بغيره الحافظ أبا القاسم البغوى، فقد قال في الشرح الكبير: فيه زاهر بن طاهر الشحامي، قال في الميزان: كان يخل بالصلوات فترك الرواية عنه جمع، وعبد اللَّه بن محمد البغوى الحافظ تكلم فيه ابن عدى، وراويه عن أنس مجهول.
قلت: بمثل هذا عرفنا عن الشارح أنه أبعد الناس عن معرفة هذه الصناعة، وأنه يجترئ على الكتابة فيها عن جهل بها، فيأتى بمثل هذه الطامات مع عدم الضبط وقلة الأمانة في النقل.
فأبو القاسم البغوى لا يعلل به الحديث إلا من لم يشم رائحة للحديث، وما تعليل الحديث به إلا كتعليل الحديث بمالك والثوري وابن عيينة والشافعي سواء، فما أجهل الشارح بهذا الأمر، ثم هو مع ذلك متهور قليل الأمانة في النقل، فالذهبي أورد البغوى في الميزان لا لأنه ضعيف، بل لأن ابن عدى ذكره في الكامل، ثم تولى الرد على ابن عدى والحط منه في ذكر مثل هذا الحافظ الكبير في الضعفاء، بل نقل عن ابن عدى نفسه أنه رجع واعترف، فأضرب الشارح عن كل هذا صفحا واقتصر على كون الذهبى ذكره في الميزان وأن ابن عدى تكلم فيه، فكان كالمستدل على ترك الصلاة بقوله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ}، فاسمع ما قاله الذهبى لتعرف قبح ما فعله الشارح، قال الذهبى: عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوى الحافظ الصدوق مسند عصره، تكلم فيه ابن عدى بكلام فيه تحامل، ثم في أثناء الترجمة أنصف ورجع عن الحط عليه وأثنى عليه، بحيث إنه قال: ولولا أني شرطت أن كل من تكلم فيه ذكرته وإلا كنت لا أذكره اهـ.

الصفحة 585