كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 1)
فكيف ينقل بعد هذا عن الذهبى أنه أورده في الضعفاء، وأن ابن عدى تكلم فيه، ثم من يعرف الرجل وحفظه وجلالته وإمامته في الحديث يستحي أن يذكره في معرض التعليل كما يستحي أن يذكر مالكًا والشافعي ونظرائهما من أجل من كلم فيهما ولا فارق أصلًا، بل زاهر بن طاهر الشحامي -وإن كان كما نقل عن الذهبى فيه- لا يستجيز عارف بالصناعة أن يعلل الحديث به، لأنه شيخ الديلمي، والحديث معروف مخرج في الأصول التي مات أصحابها قبل ولادة زاهر الشحامي، ثم إن قول الشارح: وراويه عن أنس مجهول، هو من أوهامه المصحوبة معه في غالب أنقاله، فالرجل المجهول في السند ليس هو الراوي عن أنس، ولكنه الراوي عن قتادة، قال الديلمي:
أخبرنا زاهر بن طاهر ثنا سعيد بن محمد البحتري ثنا زاهر بن أحمد ثنا البغوى ثنا زهير بن حرب عن رجل عن قتادة عن أنس به.
وهذا الرجل -واللَّه أعلم- هو سليمان بن أرقم أبهمه بعض رجال الإسناد لشهرته بالضعف والترك، فقد روى القضاعي في مسند الشهاب هذا الحديث من طريق عيسى بن واقد الحنفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي هريرة به.
كذا وقع في المسند عن أبي هريرة وهو غلط صوابه عن أنس، لأن الزهري لم يدرك أبا هريرة، وإنما يروي بكثرة عن أنس، وكأن سليمان بن أرقم اضطرب فيه فتارة رواه عن الزهري، وتارة قال: عن قتادة، وذلك دال على ضعفه بل كذبه، فإنه متروك متهم بالكذب ووضع الحديث.
538/ 1090 - "اصْنَعِ المعْرُوفَ إلى مَنْ هُوَ أهْلهُ، وإلى غَيْرِ أهْلِهِ، فإنْ أصبتَ أهله أصبْتَ أهلَهُ، وإنْ لَمْ تُصِبْ أهلَهُ كُنْتَ أهْلَهُ".
(خط) في رواة مالك عن ابن عمر ابن النجار عن علي
الصفحة 586
644