كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 1)

يا رسول اللَّه، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، قال: كل شيء خلق من الماء، قال: انبئني بعمل إذا أخذت به دخلت الجنة، قال: أطب الكلام. . ." وذكره.
فأين هو عبد اللَّه بن الجبار أو عبد اللَّه بن صالح، إن هذا لعجب؟!
والحديث أخرجه أيضًا الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن هارون [4/ 160]: أنبأنا همام بن يحيى عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة مثله، ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وبهذا السند خرجه أحمد، وابن أبي الدنيا في كتاب التهجد، ومحمد بن نصر في قيام الليل، إلا أنه وقع في روايته من طريق أبي عامر العقدي عن همام عن قتادة عن هلال بن أبي ميمونة عن أبي هريرة، والصواب عن أبي ميمونة لا عن هلال، ثم لو فرضنا أنه الرجل المذكور في سند أبي نعيم، فكيف استجاز أن يضعف به الحديث وهو مخرج في صحيح ابن حبان على ما عزاه المصنف؟ وكيف يصحح ابن حبان حديثا في سنده شيخ مجهول؟ ثم إنه قال في الصغير: عبد اللَّه بن عبد الجبار، وقال في الكبير: عبد اللَّه بن صالح بن عبد الجبار، والواقع أنه عبد اللَّه بن عبد الجبار بدون ذكر صالح، ولست أدري من أين دخل على الشارح حتى أدرجه في هذا الحديث مع أنه لا وجود له فيه ولا في الأحاديث المذكورة قبله أو بعده في الحلية، حتى يقال: إن بصره انتقل من إسناد إلى إسناد.
ثم إن المصنف مؤاخذ في اقتصاره على عزو الحديث لابن حبان وأبو نعيم، مع كونه في مسند أحمد باللفظ الذي رواه به ابن حبان وأبو نعيم، وقد ذكر المصنف أوله وهو قوله: "كل شيء خلق من الماء" فيما سيأتي، وعزاه لأحمد والحاكم، فكتب عليه الشارح: إسناده صحيح، فغفل عما كتبه مما ألصقه بالحديث من وجود الرجل المجهول فيه وهو منه براء.

الصفحة 590