كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 1)

أخبرنا عبد الكريم الحسناباذي أخبرنا أبو بكر الباطرفاي ثنا عبد الرحمن بن محمد بن عيسى العمري ثنا الفضل بن الخصيف ثنا ابن أبي بزة ثنا مؤمل بن إسماعيل به.

544/ 1103 - "أَطفَالُ المشْركِينَ خَدَمُ أهْلِ الجنَّةِ".
(طس) عن أنس (ص) عن سلمان موقوفًا
قال الشارح في الكبير عقب قول المصنف: (طس) ما نصه: وسكت عليه، ورواه في الكبير عن سمرة، ورواه البخارى في تاريخه الأوسط عنه أيضًا، فإهمال المصنف له واقتصاره على من ذكره من ضيق العطن.
قلت: هذا كلام ساقط من وجوه، أولها: أن قوله في الطبرانى: وسكت عليه لا معنى له، فإن الطبرانى لا يتكلم على الأحاديث ثبوتًا وبطلانا، وصحة وضعفا حتى ينقل سكوته أو كلامه، وإنما يتكلم على الإسناد من جهة التفرد، وهذا لا دخل له في موضوع المصنف والشارح.
ثانيها: قوله: ورواه في الكبير عن سمرة، فإن تعيين الكبير باطل من جهة الصناعة، لأنه رواه فيه وفي الأوسط أيضًا، وكذلك رواه البزار وغيرهم كما ذكره الحافظ الهيثمى في الزوائد، فإنه أورد الحديث عن سمرة بن جندب قال: "سألنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أولاد المشركين، قال: هم خدم أهل الجنة"، ثم قال: رواه الطبرانى في الكبير والأوسط، والبزار، وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات اهـ.
والشارح كثير النقل من مجمع الزوائد والرجوع إليه في كل حديث، فاقتصاره على عزو حديث سمرة إلى الطبرانى في الكبير من ضيق العطن كما يقول.
ثالثها: أن لفظ حديث سمرة كما رأيته لا يدخل على اصطلاح الكتاب هنا، وإنما يدخل في حرف "الألف" مع "الواو"، وقد ذكره المصنف كذلك وعزاه

الصفحة 596