كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 1)
أكنافهم، فإني جعلت فيهم رحمتي، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإني جعلت فيهم سخطي"، رواه العقيلى من طريق أبي مالك الواسطى عن عبد الرحمن السدي عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد.
وقال في عبد الرحمن السدي: إنه مجهول لا يتابع على حديثه ولا يعرف من وجه يصح، وتبعه الذهبى فقال في الميزان: عبد الرحمن السدي مجهول وأتى بخبر باطل ثم ذكر هذا الحديث، وتعقبه الحافظ في اللسان بأن الطبرانى رواه في الأوسط من طريق محمد بن مروان السدي عن داود به.
وكذا رواه ابن حبان في الضعفاء، والخرائطي في مكارم الأخلاق من هذا الوجه قال: وأظن أن محمد بن مروان يكنى أبا عبد الرحمن فوقع في رواية العقيلى أنا أبو عبد الرحمن السدي وسقط من عنده "أبو" فبقيت عبد الرحمن، وتبين بهذا أنه لا وجود لصاحب هذه الترجمة.
قلت: وما ظنه الحافظ هو الواقع، فقد قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان:
ثنا عمر بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد ثنا محمد بن الحسن بن المهلب ثنا همام بن محمد بن النعمان ثنا جندل بن والق ثنا أبو مالك الواسطى عن أبي عبد الرحمن السدي به، بأداة الكنية.
ثم إنه لم ينفرد به، بل تابعه عبد الملك بن الخطاب وعبد الغفار بن الحسن ابن دينار وعباد بن العوام والليث بن سعد.
فمتابعة عبد الملك بن الخطاب رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق قال:
حدثنا عبد الرحمن بن معاوية القيسي ثنا موسى بن محمد ثنا محمد بن مروان وعبد الملك بن الخطاب قالا: حدثنا داود بن أبي هند به، ولفظه: "اطلبوا الفضل عند الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم فإن فيهم رحمتي، ولا تطلبوا من القاسية قلوبهم، فإنهم ينتظرون سخطي".
الصفحة 598
644