كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 1)

ابن معين. . . إلخ ما ذكره.
فكأن الشارح يرى الجرح ولا يرى التعديل، هذا مع برائته من هذا الحديث جملة وتفصيلًا، وإنما جره وهم الشارح وغلطه الفاحش على الأسانيد، ثم إن المصنف عزاه هذا الحديث لابن أبي الدنيا في كتاب الفرج عن أنس، وإنما وجدته فيه من حديث أبي هريرة لا من حديث أنس، فكأنه أراد أن يكتبه مع البيهقى في حديث أبي هريرة فسبقه قلمه إلى حديث أنس، ثم إنه مع ذلك فيه مؤاخذة عليه من جهة أنه حديث أبي هريرة ليس له سند مستقل، بل سند حديثه هو عين سند حديث أنس، وإنما وهم فيه بعض الرواة فجعله عن أبي هريرة، قال ابن أبي الدنيا:
حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد ثنا رويم بن يزيد ثنا الليث بن سعد عن عيسى بن موسى بن إياس بن بكير عن صفوان بن سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة به.
فعيسى بن موسى رواه فيما سبق عن صفوان عن أنس، وهنا قال: عن صفوان عن رجل عن أبي هريرة، فكأنه اضطرب منه، وقد ضعفه أبو حاتم، لكن ذكره ابن حبان في الثقات [7/ 234].
وفي الباب عن محمد بن مسلمة سيأتي في "إن لربكم".
وعن أبي الدرداء موقوفًا عليه، قال أبو نعيم في الحلية:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد ابن بشر ثنا شيخ منا يقال له الحكم بن فضيل عن زيد بن أسلم قال: قال أبو الدرداء: "التمسوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة اللَّه، فإن للَّه نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا اللَّه أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم".

الصفحة 602