كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 1)

أب ر:
إِبراهيمُ: اسمٌ أعجمي، وفيه لغاتٌ: إِبراهيمُ، وهو المشهورُ، وإِبراهامُ، وقُرئَ بهما في السبعِ، وإبرَهَم بحذفِ الألفِ والياءِ.

أب ق:
الإِباقُ: هربُ العبدِ من سيدهِ. ولما كان الخلقُ كلُّهم عبيده قالَ تعالى في حقِّ عبدهِ يونسَ صلى الله عليه وسلم: {إِذْ أَبَقَ إِلى الفُلكِ} [الصافات: 140] إِذْ للهِ أن يقولَ ما يشاءُ. ولا يجوزُ لنا أن نقولَ: أبَقَ نبيٌّ، إنما ذلك للهِ تعالى. يقال: أبِقَ العبدُ يأبَق، بكسرها. وأبَق يأبِق بالعكس فيهما، فهو آبِقٌ، والجمعُ أُبَّاق، والمصدرُ الإِباقُ، وتأبَّق الرجلُ: تشبَّه به في الاسْتِتار. وقالوا في قولِ الشاعرِ: [من البسيط]
10 - قد أُحكمتْ حَكماتِ القِدّ والأَبَقا
إِذِ الأبَقُ: القِنَّبُ وقالَ المبرِّدُ: آبَقَ: تباعدَ، ومنه غلامٌ آبِقٌ. وقيلَ: خرجَ سرًّا منَ الناس. وقد قالَ الحكيمُ التِّرمذيُّ ما لا يجوزُ أن يُقالَ في حقِّ نبيٌّ؛ ذكرتهُ للتَّنبيهِ على فسادِه؛ قال: «سمَّاه آبِقًا لأنَّه أبقَ عنِ العبودية، وإِنما العبوديةُ تركُ الهوى وبذلُ النفسِ عن أمورِ الله. فلمّا لم تبذلِ النفسُ عندما اشتدَّتْ عليه العزمةُ من الملكِ وآثرَ هواهُ لزمَه اسمُ الآبقِ، وكانت عزْمةُ المُلكِ في أمرِ اللهِ لا في أمرِ نفسهِ، وبحظِّ حقِّ اللهِ لا بحظِّ حقِّ نفسهِ. فتحرَّى يونسُ بنُ متَّى عليه السلام فلم يُصبِ الصوابَ الذي عندَ الله فسمّاهُ آبقًا ومُليمًا انتهى. ولقد أساءَ في هذه العبارةِ جدًا، يغفر الله لنا وله، وهذه زلَّةٌ فاحشةٌ. وأما القصةُ التي يذكرُها المفسرون فقد نبّهتُ عليها في التفسير وذكرتُ هناك ما يَنبغي ذكره.

الصفحة 47