كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 1)

ومنه قيلَ في حقّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إِنه أبو المؤمنين وفي بعض القراءاتِ: (وأزواجُه أمهاتُهم) [الأحزاب: 6] «وهو أبٌ لهم». فأما قولُه تعالى: {ما كانَ محمدٌ أَبَا أحدٍ من رجالِكُمْ} فنفيُ الولادةِ وتَنبيهٌ على التَّبنِّي لا يَجري مَجرى البنوَّةِ الحقيقيةِ، وذلك حينَ قالوا: كيفَ تزوَّجَ امرأة زيدٍ وكان يَتبنّاه؟ وقولُه في قولهِ: {اشكُرْ لي ولوالديك} [لقمان: 14] قيلَ هما أبو الولادة وأبو التعليم. وفي قوله: {إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمةٍ} [الزخرف: 22] قيلَ: مُعلمينا، بدليل {أطَعْنا سادَتَنا وكُبَراءَنا} [الأحزاب: 67]. وفي الحديثِ أنَّه عليه الصلاة والسلام قال لعليٍّ: «أنا وأنتَ أبَوَا هذه الأمة» وصدقَ صلى الله عليه وسلم. وعليه حُملَ قولُه عليه الصلاةُ والسلام: «كلُّ سَببٍ ونَسبٍ مُنقطعٌ يومَ القيامةِ إِلا سَببي ونَسبي».
وأبو الحرب: لمهيِّجها. وأبو عُذْرتِها: لمن افتضَّ بِكارتَها. وأبو الأضياف: لتفقُّدهم والقيام بأمرهم. ويقالُ: أبَوتُ زيدًا أَابوهُ، إِذا كنتَ له بمنزلةِ الأبِ. ومنه: فلانٌ أبو همَّتهِ، أي يتفقَّدُها الأبِ. ويطلقُ على الجدِّ؛ فقيلَ حقيقةً وقيلَ مجازًا وهو الظاهرُ.
وعلى العمِّ والأمِّ والخالةِ، ولكنْ بالتغليب، فيقالُ أبوهُ. وقيلَ في قولهِ تعالى: {ورَفَعَ أبويه على العرشِ} [يوسف: 100] إِنهما أبوه وخالته، وقيلَ: أخي أمَّه. قال تعالى: {آبائك إِبراهيم وإِسماعيلَ وإِسحاقَ} [البقرة: 133] وإِبراهيمُ جدٌّ ليعقوبَ وإِسماعيلُ عَمُّهُم.

الصفحة 52