كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 1)

فصل الألف والتاء
أت ي:
الإِتْيانُ: قيل: هو المجيءُ مطلقًا، وقيل: بسهولةٍ. ومنه قيلَ للسَّيلِ المارِّ على وجهه: أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ. وأنشدَ للنابغة: [من البسيط]
19 - خَلَّتْ سَبيلَ أَتيٍّ كان يَبسُهُ
وقيلَ: سَيلٌ أتيٌّ جاءَ ولم يَجئْك مطرهُ. ويقالُ: أتَّيتُ الماءَ بالتشديد أي أصلحتُ مَجراهُ حتى يجريَ إِلى مقاصدهِ. وفي حديثِ ظَبْيانَ الوافدِ وقد ذكر ثمودَ وبلادَهم فقالَ: «وأتَّوا جَداولَها» أي سهَّلوا طريقَ الماءِ إليها. وقيلَ للغريبِ: أتاويٌّ، تشبيهًا بذلك، وفي الحديث: «إنَّما هو أَتيٌّ فينا» وفي حديثِ عثمانَ رضي الله تعالى عنه: «إِنّا رجلانِ أتاويّان» ويعبَّرُ به عن الإِعطاءِ، قال تعالى: {آتيناهُم مُلكًا} [النساء: 54] {وآتَينا داودَ زَبورًا} [النساء: 163]. وقُرئَ: {آتوني زُبَرَ الحَديدِ} [الكهف: 96]. بالمدّ والقصرِ، أي أعطوني أو جيئوني. الإِيتاء: خُصَّ بدفْعِ الصَّدقةِ في القرآن دونَ الإِعطاءِ. قال تعالى: {ويُؤتُون الزَّكاةَ} [الأعراف: 156]. ويقالُ: أرضٌ كثيرةُ الإِتاءِ، أي الرَّيعِ. والإتاوةُ: الخراجُ. ويُسندُ الإِتيانُ للباري تعالى، كما أُسندَ إِليه المجيءُ على معنىً يليقُ بجلالهِ، أو على حذفِ مضافٍ، كقولهِ: {أو يأتيَ أمرُ ربِّكَ} [النحل: 33] كما صرَّح به في قولهِ: أتى أمرُ اللهِ} [النحل: 1]. وكذا {فأتَى اللهُ بُنيانَهُم}

الصفحة 54