كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 1)

المسجدَ، وقد قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاتَه فقال: مَن يَتجرُ فيقومُ فيصلي معَه»؟ قولُه: فأُدغمتِ الهمزةُ فيه تجوُّزٌ، لأنَّ الهمزةَ أبدلت ياءً وجوبًا، فصَارت كالأصليةِ، مثلُ أَيسر من اليُسر. وإلا فالهمزةُ لا يُتصورُ إدغامُها في الياء. وقولُه: نحو اتَّجرَ على أحدِ القولينِ. ولنا قولٌ أنهُ من تَجر- يَتجرُ، ومنه قراءةُ: (لتَخِذْتَ عليه أجرًا) [الكهف: 77].
والإِجّارُ: السَّطحُ، ليس حَواليهِ ما يردُّ مَن يقعُ، فِعّالٌ من الأجر. تصوَّروا فيهِ النَّفعَ. والجمعْ أجاجيرُ. وفيه لغةٌ أخرى «إِنْجارٌ» بالنون والجمعُ أناجيرُ. وفي الحديث: «فتلقَّى الناسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في السُّوقِ وعلى الأناجيرِ» أي السطوح.

أج ل:
الأَجَلُ: المدَّةُ المضروبةُ. ويقالُ للمدةِ المضروبةِ لحياةِ الإنسانِ: أجلٌ. وقولُه تعالى: {ولِتَبلُغُوا أجلاً مسمًّى} [غافر: 67] عبارةٌ عن ذلك. وقولُه: {أيَّما الأَجَلَيْنِ قَضَيتُ} [القصص: 28] أي المدَّتينِ المضروبتينِ من الثماني والعشر. وقولُه: دَنا أجلُه أي مدَّتُه، وحقيقتُه استيفاءُ مدةِ حياتِه. وقولُه: {وبَلَغْنا أجَلَنا الذي أجَّلْتَ لنا} [الأنعام: 128]، قيلَ: حدَّ الموتِ، وقيلَ: حدَّ الهَرمِ، وهما مُتقاربان. وأجَّلتُ الدَّينَ فهوَ مؤجَّلٌ: أي ضربتُ له مدَّةً. وقولُه: {ثم قَضَى أَجلاً وأَجلٌ مُسمى} [الأنعام: 2]؛ قيل: الأولُ البقاءُ في الدنيا، والثاني البقاءُ في الآخرةِ. وعن الحسنِ: الأولُ البقاءُ في الدنيا، والثاني البقاءُ في القبورِ إلى يوم النُّشورِ. وقيلَ: هما الأولُ النومُ والثاني الموتُ، إشارةٌ إلى قولهِ تعالى: {اللهُ يَتَوفَّى الأنفُسَ حينَ مَوتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامِها}

الصفحة 67