كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 1)

فصل الألف والخاء
أخ ذ:
الأخْذُ: تحصيلُ الشيءِ، وهوَ حقيقةً في التَّناولِ نحو: أخذتُ درهمًا، ومنه: {معاذَ اللهِ أَنْ نأخُذَ إلا مَنْ وَجدْنا متاعَنا عِندَهُ} [يوسف: 79]، ومَجازًا في الاستيلاء والقهر نحو: {لا تَاخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ} [البقرة: 255]. ومنهُ قيلَ للأسيرِ: أَخيذٌ ومَأخوذٌ. وقولُه: {فأخذتْهُمُ الصَّيْحَةُ} [الحجر: 73]، و {الرَّجفةُ} [الأعراف: 78] تنبيهٌ على استيلائها عليهم. وقولُه: {فأخذَهُم اللهُ} [آل عمران: 11] عبارةٌ عن إحاطةِ هلكَتْهِم بهم. وقولُه: {ولقد أخَذْنا آلَ فِرعَونَ بالسنينَ ونَقْصٍ} [الأعراف: 130] أي عاقبْناهم بذلك عندَ أَخذِهم. ومنه: أخرتُه بالسَّوط، وقولُه: {فأخذْناهم أَخْذَ عزيزٍ مُقتَدرٍ} [القمر: 42]. تنبيهٌ على شدَّةِ الأمرِ. ومثلُه: {أخذةً رابِيةً} [الحاقة: 10]. وقيلُه: {ولو يُؤاخِذُ الله ُ الناسَ} [النحل: 61] تنبيهٌ على مَعنى المقابلةِ والمجازاةِ إلى ما أخذوهً من النِّهم ولم يُقابلوهُ بالشكرِ. فهذا وجهُ المُفاعلةِ.
وقد أخذَ مأخذ زيدٍ أي: أخذَ في الطريق التي أخذَ فيها، وسَلك مسلكَه في أمورهِ. وفلانٌ مأخوذٌ، وبه أَخْذةٌ من الجنِّ كنايةٌ عن الذهول. ولزيدٍ إخاذةٌ وإخاذٌ: أي أرضٌ أخذَها لنفسهِ. ويقالُ: ذَهبوا ومَن أخذَ مَأخذَهُم وإخْذَهُم أي هلكوا ومَن كان يقتدي بِهم.
والاتِّخاذُ: افتعالٌ من الأَخذِ عندَ بعضِهم. وقد تقدَّم تَصريفُه في مادة «أج ر». وقيلَ: بل هو من تَخذَ يَتْخَذُ، كقوله: [من الطويل]
36 - وقد تَخذتْ رِجلي
وسيأتي إنْ شاء الله.
وإذا كانَ بمعنَى الكسْبِ تعدَّى لواحدٍ، وإنْ كان بمعنى التَّصيير تعدَّى لاثنين، كقوله: {واتَّخذَ اللهُ إبراهيمَ خَليلاً} [النساء: 125] ومثله «تَخِذْتَ»؛ وقُريء

الصفحة 71