كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 1)

«تَخَذْتَ» و {لتَّخذْتَ عليهِ أجرًا} [الكهف: 77] وقولُه: {قد أَخَذْنا أَمْرَنَا} [التوبة: 50] أي: احتَطْنا لأنفُسِنا. وقولُه: {إلا هُوَ آخذٌ بِناصِيَتِها} [هود: 56] أي هي في قبضتِهِ لا تَفوتُه فيُصيبها بما أرادَ. وقولُه: {وهمَّنْ كلُّ أمةٍ برسولهِمْ ليأخُذُوهُ} [غافر: 5] أي ليوقِعوا به الفعلَ. ومثلُه: {وكذلِكَ أَخْذُ ربِّك إذا أَخَذَ القُرى وهي ظالمةٌ إنَّ أَخْذَهُ أليمٌ شَديدٌ} [هود: 102]. وقولُه: {وخُذوهُم واحصُروهم} [التوبة: 105] أي ائسروهم. وقولُه: {مَعَاذَ اللهِ أنْ نأخُذَ إلا مَن وَجدْنا مَتاعَنا عِندَه} [يوسف: 79]، قيلَ: يأسِرُه، وقيلَ: يحبسُه.
ومنهُ التَّأخيذ وهو حبسُ السَّواحرِ أزواجَهنَّ عليهنَّ عن غيرِهنَّ من النساء. يقالُ: أخَّذتِ المرأةُ زوجَها تَأخيذًا: حَبستْه عن سائرِ النساءِ. وقالتِ امرأةٌ لعائشةَ رضي الله عنها: أَؤُأَخِّذَ جَملي؟ تريدُ هذا المعنى. وفي الحديثِ: «كنْ خيرَ آخذِ» أي آسرٍ. ومن ذلك: «الإخاذاتُ» وهو ما يأخرُ ماءَ المطرِ منَ الغُدرانِ فيحبسُه ويُمسِكُه، وهي المِسَاكاتُ أيضًا وآلاتُها، الواحدةُ إخاذةٌ ومِساكةٌ ونِهْيٌ ونَهْيٌ. وفي حديثِ مسروقٍ: «جالستُ أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فوجدتُهم كالإخاذِ»، قالَ أبو عبيدٍ: جمعُه أُخُذٌ وهو مُجتَمعُ الماءِ. وقالَ شَمِرٌ: إخاذٌ جمعُ إخاذةٍ، وأُخُذٌ جمعُ إخاذٍ. وقال أبو عبيدةَ: الإخاذةُ والإخاذُ -بالهاءِ وغيرِ الهاءِ- جمعُ الإخْذِ، وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمعُ فيهِ، والأولُ أقْيَسُ.

أخ ر:
الآخِرُ بكسر الخاء: يقابلُ الأولَ. قال تعالى: {هوَ الأوَّلُ والآخِرُ} [الحديد: 3]؛ فالأولُ هُنا معناهُ القَديمُ الذي كان قبلَ كلِّ شيءٍ، والآخِرُ الذي يبقَى بعدَ هلاكِ كلِّ شيءٍ، وتأنيثُهُ الآخرةُ مقابلة الأولى. والآخرة تَجري الجوامدُ في حَدْوِ مَوصوفها، كقوله:

الصفحة 72