كتاب القواعد للحصني (اسم الجزء: 1)

وكذا قال الشيخ عز الدين (¬1): "قاعدة الأيمان: البناء على العرف إِذا لم يضطرب، فإِن اضطرب فالرجوع إِلى اللغة".
وقال الرافعي في تعليقات الطلاق: "لابد من النظر في مثل هذه التعليقات إِلى وضع اللسان، وإِلى ما يتبادر إِلى الفهم منها (¬2) في العرف، فإِن تطابق الوضع والعرف فذاك. وإِن اختلفا، فكان المفهوم منه في [العرف] (¬3) شيئًا، وحقيقة الوضع شيئًا آخر، فالاعتبار بالوضع أو بالعرف؟ فيه طريقان (¬4)، كلام الأصحاب: يميل إِلى الوضع. والإمام والغزالي: يريان اتباع العرف" (¬5). ذكر الرافعي ذلك بعد مسألتين:
¬__________
(¬1) بحثت عن القول التالي في كتابين للشيخ عز الدين فلم أجده. والكتابان هما: قواعد الأحكام، والغاية في اختصار النهاية (مخطوط). وقد ذكره ابن الوكيل في الأشباه والنظائر: ورقة (7/ ب).
(¬2) وردت في المخطوطة هكذا: (منه). وما أثبته هو المناسب، وهو الوارد في فتح العزيز.
(¬3) ورد بدل هذه الكلمة في المخطوطة كلمة (الوضع)، وما أثبته هو الصواب وهو الموجود في فتح العزيز للرافعي.
(¬4) سبق بيان معنى الطريقين، ونجد الرافعي قد استعمل الطريقين هنا في موضع الوجهين، وذلك جار عند بعض العلماء، قال النووى: - "وقد يستعملون الوجهين في موضع الطريقين وعكسه" المجموع (1/ 111).
ثم قال بعد التمثيل لذلك - "وإِنما استعملوا هذا؛ لأن الطرق والوجوه تشترك في كونها من كلام الأصحاب" المجموع (1/ 112).
(¬5) إِلى هنا نهاية كلام الرافعي، وانظر نصه في: - فتح العزيز، جـ 16: ورقة (60/ ب).
ونص عبارة الرافعي الأخيرة في فتح العزيز هو: - "ويستحب الإمام اتباع العرف، وساعده صاحب الكتاب". ويقصد بالكتاب الوجيز، ويقصد بصاحبه الغزالي، فالرافعي لم يصرح بأن رأى الغزالي هو اتباع العرف. كما فعل المؤلف، وحين رجعت إلى الوجيز رأيت أن الغزالي يرى ترجيح العرف في بعض الصور، وترجيح اللغة في صور أخرى، ونص كلامه هو: - "ومهما كان للفظة مفهوم في العرف ووضع في اللسان فعلى أيهما يحمل؟ فيه تردد، والتحقيق أن ذلك لا ينضبط بل تارة يرجح العرف، وتارة اللغة، ويختلف ذلك باختلاف درجات العرف وظهور اللفظ" الوجيز (2/ 69).

الصفحة 432