كتاب القواعد للحصني (اسم الجزء: 1)

وحكى النووى (¬1) عن صاحب الفروع (¬2): "أنه إذا خاف فوت الجماعة لو أسبغ الوضوء وأكمله، فإِدراك الجماعة أولى من إِكماله". قال النووى: (وفيه نظر) (¬3) قلت: لا نظر في ذلك؛ لأن الجماعة مختلف في وجوبها، والأظهر أنها فرض كفاية، فهي أولى من الإِتيان بسنن الوضوء (¬4). والله أعلم.
¬__________
(¬1) الذي حكى هذه المقالة عن صاحب الفروع هو العمراني، وقد نقل النووي كلام العمراني، انظر: المجموع (2/ 266).
(¬2) صاحب الفروع شهرة اشتهر بها ابن الحداد المتوفي سنة 344 هـ.
ولكن ما دام أن الذي حكى هذا القول عن صاحب الفروع هو العمراني، فإن الحال يختلف، حيث إِن العمراني يقصد بصاحب الفروع شخصًا آخر هو سُلَيم الرازي. وقد نَبَّه على هذه الفائدة الأسنوى في طبقاته (1/ 563، 564).
وعلى هذا: فصاحب الفروع المقصود هو: سُليمُ بن أيوب بن سُليم الرازي، ولد سنة 365 هـ. اشتغل في أول أمره بعلوم اللغة والتفسير، ثم رحل إلى بغداد، وتفقه فيها على الشيخ أبي حامد الإسفرايني، ثم عاد إلى الشام وأقام بها ينشر العلم، وتفقه عليه جماعة منهم الشيخ نصر المقدسي.
قال الشيخ أبو إسحق الشيرازى عنه "وكان فقيهًا أصوليًا".
له عدة مصنفات: منها: تعليقة عن شيخه الشيخ أبي حامد، والفروع، قال النووي: "وله مصنفات كثيرة في التفسير والحديث وغريب الحديث والعربية والفقه".
توفي غرقًا في البحر الأحمر عند ساحل جدة بعد عودته من الحج سنة 447 هـ.
انظر: طبقات الفقهاء (132)، وتبيين كذب لمفترى (262)، وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 231)، وطبقات الشافعية للأسنوى (1/ 562).
أما كتابه الفروع: فقد قال عنه الأسنوي: "ومن تصانيفه تصنيف في الفقه، يسمى بـ (الفروع) دون (المهذب) لم أقف عليه إلى الآن" طبقات الشافعية (1/ 563).
أقول: وقد اطلع العمراني على هذا التصنيف، ونقل منه كثيرًا في كتابه (البيان)
(¬3) انظر: المجموع (2/ 266).
(¬4) الواقع أن قائل هذا القول هو العلائي، انظر: المجموع المذهب: ورقة (71/ أ).

الصفحة 448