كتاب القواعد للحصني (اسم الجزء: 1)

واليسار إِن اعتبرناه يعارض بكل خصلة من خصال الكفاءة. والأمَة العربية بناء على جواز استرقاق العرب، إِذا زوجت من الحرِّ العجمي، كان على هذا الخلاف في حصول الإنجبار".
ومما شذ عن هذه القاعدة: العبد المسلم مع الحر الكافر في القصاص ليسا كفوين، حتى لا يقاد به (¬1) جزمًا. قاله الغزالي (¬2) وغيره، والله أعلم.

فائدة
اختلفوا في مدلول الواو العاطفة (¬3)، فالأظهر: أنها لمطلق لجمع من غير إِشعار بخصوصية المعية ولا الترتيب (¬4). وهو قول الجمهور، ونص عليه سيبويه (¬5).
¬__________
(¬1) أي يقتل به.
(¬2) نص كلام الغزالي هو -"ولا قصاص بين العبد المسلم والحر الذمي إِذ الفضيلة لا تجبر بالنقيصة" الوجيز (2/ 126).
(¬3) لمعرفة معني الواو والخلاف في ذلك انظر: البرهان (1/ 181)، والمحصول (جـ 1/ ق 1/ 507)، والإحكام (1/ 88)، وشرح تنقيح الفصول (99)، وشرح الجلال المحلي على متن جمع الجوامع (1/ 365).
(¬4) وقد قال السيرافي: "أجمع النحويون واللغويون من البصريين والكوفيين على أن الواو للجمع من غير ترتيب". شرح قطر الندى (301).
وقد أنكر عليه ابن هشام القول بالإجماع فقال -بعد بيان معني الواو وأنها لمطلق الجمع-: "وهذا الذي ذكرناه قول أكثر أهل العلم من النحاة وغيرهم، وليس بإِجماع كما قال السيرافي" شرح قطر الندى (302).
(¬5) هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب بسيبويه.
أصله من أرض فارس، ومنشؤه البصرة، وسبب طلبه للنحو له قصة مشهورة، وقد كان من كبار نحاة البصرة، وكان علامة حسن التصنيف، ورد بغداد على يحي البرمكي فجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة وحصلت بينهما المناظرة المشهورة. =

الصفحة 451