كتاب القواعد للحصني (اسم الجزء: 1)

وذهب الفراء (¬1) إِلى أنها للترتيب حيث يستحيل الجمع كقوله تعالى: {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا} (¬2).
وحكى ابن السمعاني (¬3) عن الماوردى أنه قال: "لها حقيقة ومجاز ومختلف فيه،
¬__________
(¬1) هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله.
أخذ عن الكسائي ويونس بن حبيب البصري واستكثر منه، وأخذ عنه سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم النمري وغيرهما.
كان الفراء والأحمر أشهر أصحاب الكسائي، وكانا أعلم الكوفيين بالنحو من بعده. يقول أبو العباس ثعلب: "لولا الفراء ما كانت اللغة لأنه حصلها وضبطها". وكان الفراء محيطًا بعلوم أخرى سوى النحو.
له مصنفات كثيرة، عدّ منها ياقوت (19) كتابًا، منها: معاني القرآن، والبهي، والمصادر في القرآن، وكتاب اللغات، والمذكر والمؤنث.
توفي رحمه الله في طريق مكة سنة 207 هـ.
انظر: طبقات النحويين واللغويين (131) فما بعدها، ومراتب النحويين (139)، ومعجم الأدباء (20/ 9) فما بعدها، وإنباه الرواة (4/ 1) فما بعدها، وبغية الوعاة (2/ 333).
(¬2) من الآية رقم (77) من سورة الحج.
ولعل مذهب الفراء مفهوم من قوله في تفسير هذه الآية: - "كان الناس يسجدون بلا ركوع فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع قبل السجود". معاني القرآن للفراء (2/ 231).
وفد نص الآمدي على مذهب الفراء في الإحكام (1/ 88).
(¬3) هو أبو المظفر عبد الرحيم بن الحافظ أبي سعد عبد الكريم ابن السمعاني. الملقب بفخر الدين. ولد بنيسابور سنة 537 هـ.
كان فقيهًا عارفًا بالمذهب؛ له معرفة بالحديث، وروى كتبًا كبارًا منها: البخاري وجامع الترمذى، وقد اعتنى به أبوه، فسمَّعه الكثير، ورحل به الى الأقاليم، وأدرك الأسانيد العالية، ورحل إليه الطلاب، وانتهت إليه رئاسة الشافعية ببلده.
سمع الحديث من وجيه الشحامي وأبي الأسعد القشيرى وغيرهما، وسمع منه الحافظ أبو بكر الحازمي. =

الصفحة 453