كتاب تحرير تقريب التهذيب (اسم الجزء: 1)

دونَ سواه من المختصرات السابقة.
اختصر الحافظُ ابنُ حجر "التهذيب" إلى نحو الثلُث، وطُبِعَ في حيدر آباد في اثني عشر مجلدًا في السَّنوات 1325 - 1327 هـ، وأبدى في مقدمته عِدّة ملاحظات على كتاب المِزِّي، من أبرزها:
1 - طولُ الكتاب (¬1) بحيث قَصُرت الهِمَمُ عن تحصيله، فتوجه النَّاسُ إلى كتاب "الكاشف" الذي اخصره منه الحافظُ الذهبي، اختصارًا مجحفًا لا يفي بالغرض.
2 - خُلُوُّ بعض تراجم "التهذيب" مِن بيان أحوال المُتَرْجَمين.
3 - محاولة المِزِّي استيعابَ شيوخ صاحب الترجمة واستيعاب الرُّواة عنه وأنه على الرغم من تمكنه من ذلَك في أغلب التراجم، لم يكن "سبيلٌ إلى استيعابه ولا حصرِه، بسبب انتشارِ الروايات وكثرتها وتشعبها وسعتها، فوجد المتعنت بذلك سبيلًا إلى الاستدراك على الشيخ بما لا فائدة فيه جليلة ولا طائلة" (¬2).
أما منهجُه في كتابه، فيمكن إجمالُه فيما يأتي:
1 - لم يحْذِفْ من رجال "التهذيب" أحدًا، وإنما زادَ فيهم مَنْ هو على شرطه، كما أنه ذكر بعضَ التراجمِ التي اعتقد أنها تُفيد للتمييز مما لم يَذْكُرْهُ المِزِّي، وحافَظَ على العلامات (الرُّقوم) التي وضعها المِزِّي في الأصل مُقتصرًا على ما وضعه على أسماء المُتَرْجَمين دونَ شيوخ صاحب التَّرجمة والرُّواة عنه.
¬__________
(¬1) مع طوله قد طبعته مؤسسة الرسالة فجاء في خمسة وثلاثين مجلدًا، وهي الآن بسبيل إعادة طبعه لتقليص عدد مجلداته، وذلك تصغير حجم حرفه وغير ذلك من الأمور الفنية.
(¬2) نظُنُّ الإمام ابن حجر يشير بذلك إلى ما عمله العلامة مغلطاي في "إكماله".

الصفحة 10