كتاب تحرير تقريب التهذيب (اسم الجزء: 1)

ثقاتٍ، ووثق ضعفاء، وقَبِل مجاهيل، واستعمل عباراتٍ غير دقيقة في المُخْتَلَفِ فيهم مما سيجده القارئ الباحث في مئاتِ الانتقادات والتعقبات التي أثبتناها في "تحرير أحكام التقريب".
أما القاعدةُ الصحيحة في الموقفِ من توثيقِ ابن حبان، فهي كما يلي:
1 - ما ذكره في كتابه "الثقات" وتفرَّد بالرواية عنه واحد - سواء أكان ثقة أم غيرَ ثقة -، ولم يذكر لفظًا يُفهم منه توثيقُه، ولم يُوثقه غيره، فهو يُعَدُّ مجهولَ العين، وهي القاعدة التي صار عليها ابن القطان الفاسي، وشمسُ الدين الذهبي، ولهما فيها سَلَفٌ عند الجهابذة، فقد قال علي بن المديني في جري بن كليب السدوسي البصري: "مجهول لا أعلم روى عنه غير قتادة" (¬1)، وقال في جعفر بن يحيى بن ثوبان: "شيخ مجهول لم يرو عنه غير أبي عاصم (¬2) (الضحاك بن مخلد النبيل) "، وقال أبو حاتم الرازي في حاضر بن المهاجر الباهلي: "مجهول" مع أن شعبة بن الحجاج روى عنه (¬3).
2 - إذا ذكره ابن حبان وحده في "الثقات" وروى عنه اثنان، فهو مجهولُ الحال.
3 - إذا ذكره ابنُ حبان وحدَه في "الثقات" وروى عنه ثلاثة، فهو مقبول في المتابعات والشواهد.
4 - إذا ذكره ابنُ حبان وحده في "الثقات" وروى عنه أربعة فأكثر، فهو
¬__________
(¬1) "تهذيب الكمال": 4/ 544.
(¬2) "تهذيب الكمال": 5/ 116، وانظر 11/ 42.
(¬3) "تهذيب الكمال": 5/ 321.

الصفحة 33