كتاب البرهان في علوم القرآن (اسم الجزء: 1)

وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} إلى قوله {فجعلهم جذاذا} إلى قوله: {قال بل فعله كبيرهم هذا} فهذه الحال قد عطف بعضها فِي الْمَعْنَى وَظَاهِرُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا الِاسْتِئْنَافُ فِي اللَّفْظِ
وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَهُمْ بِهِ مستمسكون بل قالوا} وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ بَلْ لَا يُبْتَدَأُ بِهَا
ونحو: {وكنتم أزواجا ثلاثة} ، فَإِنَّ مَا بَعْدَهُ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ لَفْظًا إِذْ لَا تَعَلُّقَ لَهُ مِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ لَكِنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ مَعْنًى وَتَعَلُّقُهُ قَرِيبٌ مِنْ تَعَلُّقِ الصفة بالموصوف إلى قوله: {وتصلية جحيم}
ونحو قوله: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} فَإِنَّ الْوَقْفَ عَلَيْهِ تَامٌّ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِالْأَتَمِّ لِأَنَّ مَا بَعْدَهُ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} كَالْعِلَّةِ لِمَا قَبْلَهَا فَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِهِ مَعْنًى وَإِنْ كَانَ لَا تَعَلُّقَ لَهُ مِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ فَقِسْ عَلَى هَذَا مَا سِوَاهُ فَإِنَّهُ أَكْثَرُ أَنْوَاعِ الْوُقُوفِ اسْتِعْمَالًا وَلَيْسَ إِذَا حَاوَلْتَ بَيَانَ قِصَّةٍ وَجَبَ عَلَيْكَ أَلَّا تَقِفَ إِلَّا فِي آخِرِهَا لِيَكُونَ الْوَقْفُ الْقَوْلَ عَلَى الْأَتَمِّ وَمِنْ ثَمَّ أَتَى بِهِ مَنْ جَعَلَ الْوَقْفَ عَلَى
{عَلَيْكُمْ} مِنْ قوله: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كتاب الله عليكم} غير تام

الصفحة 363