كتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

الصحابي، والثالث عمر بن يزيد الكوفي روى عن عَلْقَمة بن مَرْثَد، وأبو بُرْدة في الصحابة سبعة.
الخامس: عبد الله بن قَيْس بن سليم بن حَضّار -بفتح الحاء المهملة وتشديد الضاد المعجمة- وقيل بكسر الحاء وتخفيف الضاد بن حَرْب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشْعر أبو موسى الأشْعَريّ مشهور باسمه وكنيته معا، والأشْعَر هذا المراد به الأشعر ابن أُدَد بن زيد بن كَهْلان، وقيل: المراد به الأشْعَر بن سبأ أخو حِمْير بن سبأ، وأمه ظبية بنت وهَبْ من عُكّ، أسلمت وماتت بالمدينة.
وكان هو سكن الرَّمْلة وحالف سعيد بن العاص، ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة، وقيل: بل رَجَع إلى بلاد قومه، ولم يُهاجر إلى الحبشة، وهذا قول الأكثر، فأقام في أرض قومه حتى قدم مع وفد من الأشْعَرِيِّين نحو خمسين رجلًا في سفينة، فألقتهم الريح إلى أرض الحبشة، فوافَقوا خروج جَعْفر وأصحابه منها، فأتوا معهم، وقدمت السفينتان سفينة الأشْعَرِيّين وسفينة جَعْفر وأصحابه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في حين فتح خَيْبر، وقد قيل: إن الأشعريين لما رمتهم الريح إلى النَّجاشيّ أقاموا بها مدة، ثم خَرَجوا في حين خروج جَعْفر، فلهذا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
ولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخالِيف اليمن زَبِيد وعَدَن وأعمالهما إلى الساحل، وولاه عمر البصرة في حين عَزَل المغيرة عنها فلم يَزَل عليها إلى صدر من خلافة عثمان، فعَزَلهُ عثمان عنها، وولاها عبد الله بن عامر بن كُرَيْز، فنزل أبو موسى حينئذٍ بالكوفة، وسكن بها، فلما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولَّوْا أبا موسى، وكتبوا إلى عُثمان يسألونه أن يوليه عليهم، فأقره عثمان على الكوفة إلى أن مات، فعزله علي بن أبي طالِب - رضي الله عنه - عنها، فلم يزل واجدًا منها على علي حتى جاء منه ما قال حذيفة: قال ابن عبد البَرِّ: رُوِي فيه لحُذيفة كلام كَرهت ذكره، وغلب أهل

الصفحة 478