كتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

اليمن عليًّا في إرساله في التحكيم، ثم كان من أَمره يوم التحكيم ما كان، وهو الذي افتتح في زمن عمر الأهْواز ثم أصْبهان.
وأخرج الطَّبَريّ من طريق عبد الله بن بُريدة أنه وصف أبا موسى، فقال: كان خفيفَ الجسم، قصيرًا ثَطًّا، أي: خفيف شعر اللحية والحاجبين، ويقال لثقيل البطن أيضًا.
وأخرج البَغَويّ عن أنس كان لأبي موسى سَراويل يَلْبَسُها بالليل مخافة أن ينكشِف، وقال مجاهد عن الشَّعبيّ: كتب عمر في وصيته: لا يُقَرُّ لي عامل أكثر من سنة، وأقروا الأشعري أربع سنين، كان حسن الصوت بالقرآن، ففي الصحيح مرفوعًا لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود.
وقال أبو عثمان النَّهديّ: ما سمعت صوت صَنْجٍ بالفتح ولا بَرْبطٍ كجعفر، أحسن من صوت أبي موسى بالقرآن، والصَّنج والبَرْبَط آلتان من آلات اللهو، وكان عُمر إذا رآه قال له: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، وفي رواية شَوِّقْنا إلى ربنا، فيقرأُ عنده. وكان أبو موسى هو الذي فَقَّه أهل البصرة وأقْرَأهم.
وقال الشَّعْبيّ: انتهى العلم إلى ستة فذكره فيهم، خلاف قول مسروق، وتقدم الكلام عليهم في ترجمة عبد الله بن مسعود، وقال ابن المَدِينيّ: قضاة الأمة أربعة: عمر وعلي وأبو موسى وزَيْد بن ثابت.
وأخرج البخاري من طريق أبي التَّيّاح، عن الحسن، قال: ما أتاها -يعني البصرة- راكب خيرٌ لأهلها منه، قدم المدينة في اليمن لما مات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشهد فتوح الشام، ووفاة أبي عُبيدة بالأُرْدُنّ، وخُطبة عُمر بالجابية، وقدم على معاوية بدمشق.
له ثلاث مئة وستون حديثًا اتفقا على خمسين منها، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة عشر.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والخلفاء الأربعة، ومعاذ، وابن مسعود، وأُبيّ

الصفحة 479