كتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

هوازِن، واسمه قيس بن مُنَبِّه بن بكر بن هوازِن بن منصور بن عِكرمة بن حفصة بن قيس عَيْلان وقد يكون ثقيف اسمًا للقبيلة، والأول أكثر، قال سيبَويه: أما قولهم: هذه ثَقيف، فعلى إرادة الجماعة، وإنما قال ذلك لغلبة التذكير عليه، وهو مما لا يقال فيه من بني فُلان، ومن استعماله في القبيلة: قول الشاعر:
تؤمل أن تلاقي أم وهب ... محلّفة إذا اجتمعت ثقيف
ومرّ قريبا أن عبد الوهاب من المختلطين، والاختلاط هو فساد العقل بأن لم تَنْتَظِم أقواله وأفعاله، وحكم روايته هو أن ما رواه المختلط في حال اختلاطه، أو اشْتُبِه فلم يُدْرَ أحدَّث بالحديث قبل اختلاطه أو بعده يكون مردودًا إذا كان مما اعتمد فيه على حفظه، بخلاف ما اعتمد فيه على كتاب، وما حدث به قبل اختلاطه، وإن حدث به ثانيًا بعد اختلاطه فلا يكون مردودًا، ويتميز ذلك بالراوي عنه فإنه قد يكون سمع منه قبله فقط، أو بعده فقط، أو فيهما مع التمييز كما هو مبين في المُطوّلات ونَظَم العراقيُّ المختلطين بقوله:
وفي الثِّقات مَنْ أخيرًا اخْتَلط ... فما رَوَى فيه أو أُبْهِمَ سَقَط
نَحوُ عطاءٍ وَهْوَ ابْنُ السّائِبِ ... وكَالْجريْريّ سَعِيدٍ وأَبي
إسحَاقَ ثُمَّ ابن أبي عَرُوبةِ ... ثُمَّ الرَّقَاشِيِّ أبي قِلَابِةِ
كَذَا حُصَيْنُ السُّلَميُّ الكُوفِي ... وعَارِمٌ محمّدٌ والثَّقَفِيّ
كذا ابنُ هَمّام لِصَنعَا إذْ عَمِي ... والرَّأَيُ فيما زَعَموا وَالتَّوأمِي
وابنُ عُيَيْنَةَ مَع المَسْعُودي ... وآخرًا حَكَوْهُ في الحَفِيدِ
ابن خُزَيْمَةَ مَعَ الغِطْرِيفِي ... معَ القَطِيعِي أحْمَدَ المعْروفِ
والمراد بقوله: الثقفي عبد الوهاب هذا، والرّأي المرادُ به ربيعة الرّأي، والتَّوْأميّ المراد به صالح بن نَبْهان المعروف بمولى التَّوْأمَة.
الثالث: أيوب بن أبي تَميمة كَيْسان السَّخْتِياني أبو بكر البَصْريّ مولى عَنَزَة، ويقال: مولى جُهَينْة.

الصفحة 525