كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 1)

يحسن نسبة الكلام للعيون، مخالف، لما نص الناس عليه من آن الإشارة بالعيون تسمى كلامًا كما تسمى قولًا، وقد أنشدنا شاهدًا على ذلك:
أرادت كلام ...................... ...........................
البيت. وأنشدوا أيضًا:
إذا كلمتني بالعيون الفواتر رددت عليها بالدموع البوادر
ولاشتهار إطلاق الكلام على الإشارة استعمل ذلك المولدون، قال. حبيب:
كلمته بجفون غير ناطقةٍ فكان من رده ما قال حاجبه
وأما ما أنشده المصنف - رحمه الله - من قول الشاعر:
أشارت بطرف العين خشيه أهلها إشارة محزون، ولم تتكلم
/فإنما نفي الشاعر التكلم حقيقة لا الكلام المجازي، فلا تناقض بين قوله: "أشارت" وبين قوله: "ولم تتكلم".
وقال بعض أصحابنا: من قال إنه حقيقة في المعنى القائم بالنفس قال: سمعت اللفظ كلامًا لدلالته عليه، كما تقول: سمعت العلم، ونطق بالعلم، وإنما سمع وينطق باللفظ الدال على العلم. ومن قال هو حقيقة في اللفظ وإنما سمي العلم به لأن المعنى أصله، كما سموا العنب خمرا، والشحم طرقًا، وأصل الطرق القوة، لأن القوة تكون عنه، وكما سموا النبات غيثًا. ومن قال بالاشتراك احتج بتكافؤ هذين الاحتمالين، فلم يكن أحدهما أولى، فوجب القول عنده بالاشتراك.

الصفحة 27