كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 1)

وسكران وسكرى: أحمران وسكرانان. وهذا معنى قوله "مع اتحاد المادة". فإن اختلفت المادة كثور وبقرةً، ورجل وامرأةً، فلا يقال في ذلك ثوران، ولا رجلان، ولا في رجل وامرأتين، وثور وبقرتين: رجال ولا ثيران.
وقوله: وشذ ضبعان أي ضبع وضبعان وجه الشذوذ أنه غلب لفظ المؤنث، على لفظ المذكر؛ لأن ضبعًا هو للمؤنث، وضبعانًا هو للمذكر، فحين ثنوا قالوا ضبعان، وإنما غلب لفظ المؤنث لأنه أخف من لفظ المذكر لتجرده عن الزوائد، وقد جاؤوا بذلك على الأصل، فقالوا في ضع وضبعان: ضبعانان، فغلبوا المذكر على المؤنث. وكذلك غلبوا في الجمع، قالوا ضباع، ولم يقولوا ضباعين، وقد حكي أبو بكر الأنباري أن ضبعًا على |لذكر والأنثى، فعلى هذا لا تغليب فيه إلا إن نقل/ أن من لا يقول للمذكر إلا ضبعان، ولا يقول للمؤنث إلا ضبع، فإذا ثنى قال فيهما ضبعان، فإن ذلك يكون من تغليب المؤنث على المذكر.
وقوله: فمسموع يعني أنه يقتصر به على مورد السماع، ولا يتعدى، فـ {الْوَارِثُونَ} في الحقيقة ليس جمعًا لأنه إخبار عن الله تعالى. وكذلك {الْقَادِرُونَ} و {الْمَاهِدُونَ} و {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} فلا تقيس عليه أن تقول لله تعالى الرحيمون ولا الرحمنون ولا الحكيمون؛ لأن إطلاق الأسماء عليه - تعالى - توقيعية، لا يقال منها إلا ما ذكره تعالى في كتابه، أو ذكره رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع كون هذا النوع من الجمع لا يكون لمفرد الذات.

الصفحة 318