كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 1)
وقد وصف البغويَّ بالفقيه كل من ترجم له، يقول التاج السبكي (771 هـ) في "طبقات الشافعية" (¬1): (وقدره عال في الدين، وفي التفسير، وفي الحديث، وفي الفقه، متّسع الدائرة نقلًا وتحقيقًا، كان الشيخ الإمام -تقي الدين السبكي- يجل مقداره جدًّا ويصفه بالتحقيق مع كثرة النقل) وقال في باب الرهن من تكملة "شرح المهذّب": (اعلم أن صاحب التهذيب قَلَّ أن رأيناه يختار شيئًا إلا وإذا بُحث عنه وُجِدَ أقوى من غيره، هذا مع اختصار كلامه، وهو يدل على نبل كبير، وهو حريٌّ بذلك، فإنَّه جامع لعلوم القرآن، والسنَّة، والفقه، رحمه اللَّه).
وتكاد المصادر تجمع على إمامته في الفقه، يقول الذهبي (748 هـ) في "سير أعلام النبلاء" (¬2): (الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ، شيخ الإِسلام، محيي السنّة، أبو محمد. . . الشافعي المفسّر، صاحب التصانيف).
أما ابن العماد الحنبلي (1089 هـ) فيصفه في "شذرات الذهب" (¬3) بأنه: (عالِم أهل خراسان).
4 - القراءات القرآنية:
فضلًا عن تفوّقه في العلوم السابقة، فقد كان الإمام البغويّ مبرزًا في القراءات القرآنية، وله فيها كتاب "الكفاية في القراءة" ذكره حاجي خليفة (1067 هـ) في كتابه "كشف الظنون" (¬4) ووصفه اليافعي (768 هـ) بالمقرئ،
¬__________
(¬1) تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية 4/ 215.
(¬2) الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 439.
(¬3) ابن العماد، شذرات الذهب 4/ 48.
(¬4) حاجي خليفة، كشف الظنون: 1499.
الصفحة 36
576