كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 1)

45 - باب صلاة الخوف
مِنَ الصِّحَاحِ:
995 - عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، عن أبيه، قال: "غزوتُ مَع رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قِبَلَ نجدٍ فوازَيْنا العدُوَّ فصَافَفْنَا لهم فقامَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي لنا، فقامَتْ طائفةٌ معه وأَقْبَلَتْ طائفةٌ على العدوِّ، فركعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمن معَهُ وسجَدَ سجدتين، ثمَّ انصرفوا مكانَ الطائفةِ التي لم تُصَلِّ، فجاؤا فركعَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بهم ركعةً وسجدَ سجدتينِ ثم سلَّم، فقامَ كلُّ واحدٍ منهم فركعَ لنفسِهِ ركعتَهُ وسجدَ سجدتينِ" (¬1) ورواهُ نافعٌ، عن عبد اللَّه بن عمر، وزادَ [فيه] (¬2): "فإن كانَ خوفٌ هو أَشدُّ من ذلكَ صلوا رِجالًا قيامًا على أقدامِهم، أو رُكْبانًا مُسْتَقْبِلِي القبلةِ أو غيرَ مُستقبِلِيها" (¬3) قال نافع: لا أُرَى عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ ذكرَ ذلك إلا عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم.

996 - عن يزيد بن رُومَان، عن صالح بنِ خَوَّاتٍ، عمن صلى مع رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، يومَ ذاتِ الرِّقاع، صلاةَ الخوفِ: "أنَّ طائفةً صَفَّتْ مَعَهُ، وطائفةٌ وُجاهَ العدوِّ، فصلى بالتي معَه ركعةً ثم ثبتَ قائمًا، وأَتمُّوا لأنفسِهم ثم انصرفوا فصفُّوا وُجاهَ العدوِّ، وجاءَتْ الطائفةُ الأخرى فصلى
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 429 كتاب الخوف (12)، باب صلاة الخوف (1)، الحديث (942)، و"نجد" اسم لكل ما ارتفع من الأرض، والمراد هنا نجد الحجاز، لا نجد اليمن.
(¬2) ليست في مخطوطة برلين.
(¬3) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 199 كتاب التفسير (65)، باب {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا. . .} (44)، [سورة البقرة (2)، الآية (239)]، وقول نافع أورده البخاري عقب الحديث.

الصفحة 478