كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 1)
عدوًا أو يمشي لك إلى جنازةٍ" (¬1).
1117 - و"سُئلت عائشةُ رضي اللَّه عنها عن قول اللَّه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (¬2) وعن قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (¬3)؟ فقالت: سألتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ فقالَ: هذه معاتبةُ اللَّهِ العبدَ بما يصيبهُ من الحُمَّى والنَّكبةِ، حتَّى البِضَاعَةِ يضعُها في يدِ قميصِهِ، فيفقِدُها فيفزعُ لها، حتَّى إن العبدَ ليخرجُ من ذنوِبهِ كما يخرجُ التِّبْرُ الأحمرُ من الكِيرِ" (¬4).
1118 - وعن أبي موسى أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تصيبُ عبدًا نَكْبَةٌ فما فوقها أو دونَها إِلا بذنب وما يعفو اللَّه عنه أكثرُ، وقرأ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (¬5) " (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 480 كتاب الجنائز (15)، باب الدعاء للمريض عند العيادة (12)، الحديث (3107)، وقال أبو داود عقب الحديث: (وقال ابن السرح: إلى الصلاة)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 183 كتاب الجنائز (6)، باب عيادة المريض (7)، الحديث (715)، والحاكم في المستدرك 1/ 344 كتاب الجنائز، باب الدعاء الذي يشفي اللَّه به مريضًا لم يحضر أجله، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.
(¬2) سورة البقرة (2)، الآية (284).
(¬3) سورة النساء (4)، الآية (123).
(¬4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 218 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها، والترمذي في السنن 5/ 221 كتاب التفسير (48)، باب ومن سورة البقرة (3)، الحديث (2991) وقال: (هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة). لكن في سند الحديث علي بن زيد بن جدعان، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 37: (ضعيف)، وفي سند أحمد والترمذي أن السائلة لعائشة رضي اللَّه عنها وهي: (أمية). و (التِّبْرُ): الذهب والفِضة قبل أن يُضْرَبا دنانير. و (البضاعة) طائفة من مال الرجل.
(¬5) سورة الشورى (42)، الآية (30).
(¬6) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 377 - 378 كتاب التفسير (48)، باب ومن سورة حمعسق -الشورى- (44)، الحديث (3252) وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)، وساق الحديث ضمن رواية مطوَّلة، لكن في سند الحديث: =
الصفحة 525
576