كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 1)

1180 - وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "أنَّ أسودَ كانَ يكونُ في المسجدِ يَقُمُّ المسجدَ فماتَ فأتى -يعني رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- قبرَهُ فصلى عليه، ثمَّ قال: إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظلمةً على أهلِها، وإنَّ اللَّه يُنَوِّرُها (¬1) لهم بصلاتي عليهم" (¬2).

1181 - وقال: "ما من مسلم يموتُ فيقومُ على جنازتِهِ أربعونَ رجلًا لا يشركونَ باللَّهِ شيئًا إلا شَفَّعَهم اللَّهُ فيه" (¬3).

1182 - وقال: "ما من ميتٍ تصلي عليهِ أُمَّةٌ من المسلمين يبلغونَ مائةً، كلُّهم يشفعون له إلا شُفِّعُوا فيه" (¬4).
¬__________
= الباري 3/ 117 عند بيانه لصاحب القبر الذي ذكر في هذا الحديث: (وقع في شرح الشيخ سراج الدين عمر بن الملقِّن: أنه الميت المذكور في حديث أبي هريرة الذي كان يقمُّ المسجد، وهو وهم منه لتغاير القصتين. . .، وأما هذا فهو رجل واسمه طلحة بن البراء بن عمير البلوي حليف الأنصار روى حديثه أبو داود مختصرًا) وقد تقدم حديثه برقم (1156)، وفيه أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت، فآذنوني به، وعجِّلوا".
(¬1) في المطبوعة: (لَيُنَوِّرُها)، وما أثبتناه من مخطوطة برلين، وهو الموافق للفظ مسلم.
(¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 204 - 205 كتاب الجنائز. (23)، باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن (66)، الحديث (1337)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 659 كتاب الجنائز (11)، باب الصلاة على القبر (23)، الحديث (71/ 956)، وقد جاء في رواية البخاري ومسلم: "أن أسود -رجلًا أو امرأة- كان يقمُّ المسجد" فلم يقع جزم بكونه رجلًا، بل رجَّح ابن حجر في فتح الباري 3/ 118 أنها امرأة، وذكر أن اسمها: أم محجن.
(¬3) أخرجه مسلم من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما في الصحيح 2/ 655 كتاب الجنائز (11)، باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه (19)، الحديث (59/ 948) بزيادة قبله.
(¬4) أخرجه مسلم من رواية عائشة رضي اللَّه عنها، في الصحيح 2/ 654 كتاب الجنائز (11)، باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه (18)، الحديث (58/ 947).

الصفحة 546