كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 1)

1223 - وقال عبدُ اللَّه بنُ عمرَ: "اشتَكَى سعدُ بن عُبادَةَ شَكْوى، فأَتَاهُ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يعودُهُ مع عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، وسعدِ بن أبي وقَّاص، وعبد اللَّه بن مسعودٍ رضي اللَّه عنهم، فلما دخلَ وجدَه في غاشِيةٍ، فبَكَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فلما رَأَى القومُ بكاءَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بَكَوا، فقال: ألا تَسْمَعون! إن اللَّه لا يُعَذِّبُ بدمعِ العينِ، ولا بحُزْنِ القلبِ، ولكن يعذِّبُ بهذا -وأشار إلى لسانِهِ- أو يرحمُ، وإن الميتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليه" (¬1).

1224 - وقال: "ليسَ منا مَن ضربَ الخدودَ، وشَقَّ الجيوبَ، ودعا بدعوَى الجاهليةِ" (¬2).

1225 - وقال: "أنَّا بريءٌ ممن حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ" (¬3).
¬__________
(¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 175 كتاب الجنائز (23)، باب البكاء عند المريض (44)، الحديث (1304)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 636 كتاب الجنائز (11)، باب البكاء على الميت (6)، الحديث (12/ 924).
(¬2) متفق عليه، من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 163 كتاب الجنائز (23)، باب ليس منا من شق الجيوب (35)، الحديث (1294)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 99 كتاب الإيمان (1)، باب تحريم ضرب الخدود. . . (44)، الحديث (165/ 103).
(¬3) متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 165 - معلقًا- فقال: (قال الحكم بن موسى. . .) كتاب الجنائز (23)، باب ما يُنهَى عن الحلقِ عند المصيبة (37)، الحديث (1296)، وأخرجه مسلم في الصحيح -متصلًا- 1/ 100 كتاب الإيمان (1)، باب تحريم ضرب الخدود. . . (44)، الحديث (167/ 104)، وقال ابن حجر مبيِّنًا التعليق في رواية البخاري في فتح الباري 3/ 165: (الصواب رواية الجماعة بصيغة التعليق، وقد وصله مسلم في "صحيحه" فقال: "حدثنا الحكم بن موسى"). وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 387: (حَلَقَ: أي شعر رأسه لأجل المصيبة، وسلق. . .، أي رفع صوته بالبكاء والنوح، أو قال ما لا يجوز شرعًا، وقيل: الصلق، واللطم، والخدش. وخرق: بالتخفيف أي قطع ثوبه بالمصيبة).

الصفحة 563