كتاب كنوز الذهب فى تاريخ حلب (اسم الجزء: 1)

حلبا إنها مقر غرامي ... ومرامي وقبلة الأشواق
لا خلا جوشن وبطياس والسّعديّ ... من كلّ وابل غيداق «1»
كم بها مرتعا لطرف وقلب ... فيه يسقى المنى بكأس دهاق
وفجر الصّبا بشط قويق ... لا عدته حدائق الأحداق
وقال «2» :
وشاهقة يحمي الحمام سهولها ... وتمنع أسباب المنايا وعورها
إذا سترت غرّ السحاب وقد سرت ... جوانبها خلت السّحاب ستورها
مقيم تمير الطير دون مقامه ... فليس ترى عيناها إلا ظهورها «3»
وللخالديين من قصيدة مدحا بها سيف الدولة ويهنئانه لفتح حلب في صفة القلعة «4» :
وقلعة عانق العيّوق سافلها ... وجاز منطقة الجوزاء عاليها
لا تعرف القطر إذ كان الغمام لها ... أرضا توطأ قطريه مواشيها
إذا الغمامة راحت خاض ساكنها ... حياضها قبل أن تهمى عزاليها «5»
على ذرى شامخ وعر قد امتلأت ... كبرا به وهو مملوء بها تيها
له عقاب عقاب الجو حائمة ... من دونها فهي تخفى في خوافيها
ردّت مكايد أملاك مكايدها ... وقصّرت بدواهيهم دواهيها
أوطأت همّتك العلياء هامتها ... لما جعلت العوالي من مراقيها
وقال الفقيه الوزير أبو الحسن علي بن ظافر المعروف بابن أبي المنصور يصف قلعة حلب من قصيدة مدح بها الملك الظاهر غازي «6» :
وفسيحة الأرجاء سامية الذرى ... قلبت حسيرا عن علاها الناظرا

الصفحة 577