كتاب كنوز الذهب فى تاريخ حلب (اسم الجزء: 1)

كادت لفرط سموّها وعلوها ... تستوقف الفلك المحيط الدائرا
وردت قواطنها المجرة منهلا ... ورعت سوابقها النجوم أزاهرا (104) م
شماء تسخر بالزمان وطالما ... بشواهق البنيان كان الساخرا
ويظل صرف الدهر منها خائفا ... وجلا فما يمسي لديها حاضرا (116 ظ) ف
ويشوق حسن رواتها مع أنها ... أفنت بصحتها الزمان الغابرا
فلأجلها قلب الزمان قد انثنى ... قلقا وطرف الجو أمسى ساهرا
غلّابة غلب الملوك فطالما ... قهرت من اغتصب الممالك قاهرا
غنيت بجود مليكها وعلت به ... حتى امتطت الغمام الماطرا
فترى وتسمع للغمام ببرقه ... والرعد لمعا تحتها وزماجرا
وأنشدني الشيخ الإمام بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر بن النحاس الحلبي لنفسه يتشوق حلب «1» :
سقى حلبا سحب من الدّمع لم تزل ... تسح إذا شحّ الغمام غمائما «2»
وحيّا الحيا قيعانها وآكامها ... وأخرج فيها للرّبيع كمائما
بلاد بها قضيّت لهوي وصبوتي ... وصاحبت فيها العيش جذلان ناعما
وله أيضا «3» :
سقى زمانا تقضى في ربا حلب ... من السّحاب ملثّ المزن هطّأ أال
ولا عدا ربعها غيث يراوحه ... يحثّه من حداة الرّعداء جال
منازل لم أزل ألهو بمربعها ... نعمت فيها فلا حالت بها الحال «4»
أصبو إليها ولا أصغى للأئمة ... مالذة العيش إلا القيل والقال «5»

الصفحة 578