كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 1)

- صلى الله عليه وسلم -: هم في الظُلمة دُون الجِسْر (¬1) . قال: فمن أولُ الناس إجازةً؟ (¬2) قال: فقراءُ المهاجرين. قال اليهوديُّ: فما تحفتهم (¬3) حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد الحوت. قال: فما غذاؤُهم على أثرها؟ قال: ينحر لهم ثورُ الجنةِ الذي كان يأكلُ من أطرافها. قال: فما شرابهُم عليه؟ قال: من عين فيها تُسمى سلسبيلا. قال: صدقت. قال: وجئتُ أسألك عن شيءٍ لا يعلمهُ أحدٌ من أهل الأرض إلا نبيٌّ، أو رجلٌ أو رجلان. قال: ينفعُك إن حدثتك؟ قال: أسمع بأُذني. قال: جئت أسألك عن الولد.
قال: ماء الرجل أبيضُ وماء المرأة أصفرُ، فإذا اجتمعا فعلا منيُّ الرجل منيَّ المرأة أذكرا (¬4) بإذن الله، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثآ (¬5) بإذن الله. قال اليهودي: لقد صدقت، وإنك لنبيٌ، ثم انصرف، فذهب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد سألني هذا عن الذي سألني/ عنه وما لي علمٌ بشئ منهُ، حتى أتاني الله بهِ (¬6) .
¬_________
(¬1) الجِسْر: هو الصراط.
(¬2) إجازة: أي عبورا.
(¬3) أي ما يُهدى إليهم ويخصون به.
(¬4) أذكرا: أي كان الولد ذكرا.
(¬5) أنثا: أي كان الولد أنثى.
(¬6) صحيح مسلم 1/252 وأخرجها الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين 3/481.
1348 - قال: وحدثنيه عبد الرحمن بن عبد الله الدارمي، حدثنا يحيى بن حسَّان، حدثنا معاوية بن سلام في هذا الإسناد بمثله غير أنهُ قال: (كنتُ قاعداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وقال: (زيادة كبد النون) (¬1) قال: (أذْكرَ وآنثَ) ولم يقل: (أذكرا وآنَثَا) (¬2) . رواه النسائي من حديث معاوية بن سلامٍ بهِ (¬3) .
¬_________
(¬1) هو طرف الكبد، وهو أطيبها.
(¬2) الحديث أخرجه مسلم بطوله في صحيحه: كتاب الحيض: باب بيان صفة منيّ الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما: 1/252.
(¬3) السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/138.

الصفحة 647