كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (اسم الجزء: 1)

والتفخيم من الفخامة وهي العظمة، والكثرة، فهو عبارة عن ربوّ الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد، إلا أن المستعمل في الراء ضدّ الترقيق التفخيم.
والمستعمل في اللام التغليظ ضدّ الترقيق.
يقول «ابن الجزري» في ترقيق الراءات وتفخيمها: القراءات في مذاهب القراء عند أئمة المصريين والمغاربة، وهم الذين روينا رواية «ورش» من طريق «الازرق» من طرقهم على أربعة أقسام: قسم اتفقوا على تفخيمه، وقسم اتفقوا على ترقيقه، وقسم اختلفوا فيه عن كل القراء وقسم اختلفوا فيه عن بعض القراء.
وتفصيل الكلام عن هذه الأقسام الاربعة يرجع إليه في الكتب المعنية بذلك مثل كتاب «النشر في القراءات العشر» لابن الجزري (¬1).
ويقول «ابن الجزري» بالنسبة لتغليظ اللام: «قد اختص المصريون بمذهب عن «ورش» في اللام لم يشاركهم فيها سواهم، ورووا من طريق الأزرق، وغيره عن «ورش» تغليظ اللام إذا جاورها حرف تفخيم، واتفق الجمهور منهم على تغليظ اللام إذا تقدمها: «صاد، أو طاء، أو ظاء» بشروط ثلاثة وهي أن تكون اللام مفتوحة، وأن يكون أحد هذه الثلاثة مفتوحا، أو ساكنا، واختلفوا في غير ذلك» اهـ (¬2).
وأقول: قراءة «الازرق» عن «ورش» مشهورة، ومتواترة، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
قال «أبو بكر بن سيف»: سمعت «أبا يعقوب الازرق» يقول: «إن
¬__________
(¬1) انظر النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج 2 ص 246.
(¬2) انظر النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج 2 ص 271.

الصفحة 636